إذا احتجّ خصمك بحديث «العشرة»، فقل له:
هات إسنادًا واحدًا صحيحًا. واحد فقط.
وإن لم تستطع — فقد سقط حديثك، وسقط استدلالك، وسقط البناء كله.
وانتهت المناظرة.
قصر رئاسي محاصر منذ أسابيع، معارضة متشدّدة.بداية في إطار المعارضة السلمية.
لكن شيئاً فشيئاً، تتحوّل الجموع إلى مجموعات مسلّح..تحاصر القصر، وتمنع الغذاء والماء، وتقطع الاتصالات… بينما شخصية سياسية منافِسة تستغل الوضع، تسرق منبر التلفاز الوطني، وتظهر بخطبة احتفالية في مناسبة وطنية وكأن شيئاً لا يحدث
صناعة وعيٍ لم تكن بريئة. عند العامة دينًا مُسلَّمًا به، وُلدت أولًا حلولٍ سياسيةٍ لأزمات الشرعية، ثم رُفعت مع الزمن إلى مقام العقيدة. في قلبها “نظرية الدم الأزرق”: فكرةُ أن الحكم حقٌّ وراثيٌّ محفوظٌ في “سلالةٍ مختارة”، وأن معارضة هذا الحق ليست خلافًا سياسيًا ، بل طعنٌ في الدين .
ليس الخلاف في ترتيب الخلفاء الراشدين عند المسلمين الأوائل تفصيلاً عابرًا، بل هو مِفصلٌ عقديٌّ وتاريخيٌّ:
إمّا أن نقرأ الإسلام بعين الجيل الذي صاغه وبلّغه وفتح الدنيا به،
أو نقرأه بعين دولٍ جاءت بعدهم، فصنعت لنفسها تاريخًا على مقاس شرعيتها.
وهنا يعترض علينا المُتأخرون
ممّن أخرج لهم الشيخان أو أحدهما، سواء في الأصول أو المتابعات. هذا الملفّ ليس دفاعاً عن أحد، ولا طعناً في أحد، بل هو تعرية علمية دقيقة لواحدة من أكثر القضايا المُغيّبة في الوعي الحديث: كيف تسلّل الغلوّ والتشيّع المبكر إلى بعض طبقات الرواة، وكيف تعامل معه كبار النقاد من أئمة الحديث.
التضليل التاريخي ومعركة الوعي
نحو منهجٍ راشد لمجلة «معاوية بن أبي سفيان» في مواجهة حملات التشويه
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لم يعد الحديث عن التضليل (Disinformation) حكرًا على الساسة والمفكرين في الغرب؛
فالدول الحديثة نفسها باتت تُصدِر أدلةً
طعن علي بن أبي طالب في وليِّ أمره عثمان بن عفان أمام الحجيج
في مشهدٍ قلَّ نظيره في تاريخ الأمة، وأمام جموعٍ غفيرةٍ من الحجيج القادمين من الأمصار، وقف علي بن أبي طالب يُعارضُ أمير المؤمنين عثمان بن عفان في مسألةٍ فقهيةٍ ظاهرة، ويُنكِر عليه علنًا
في زمنٍ تداخلت فيه الأصوات، وتراكمت فيه الدعايات العباسية–الشيعية–الباطنية
حتى لوّثت الوعي الجمعي، صار لزامًا على المؤثّرين الراشدين أن يقدّموا خطابًا
راقيًا صلبًا يعيد للأمة بوصلة العدل والشورى ومعنى الحكم الراشدي النظيف.
منذ اللحظات الأولى لتأسيس الدولة الإسلامية، برزت شخصية علي بن أبي طالب كحالةٍ فريدةٍ من نوعها: عقلٌ ذكيٌّ لا يُنكر، لكنه يحمل نزعةً متأصلةً إلى المعارضة والجدال، وميلاً دفيناً إلى مخالفة القيادة حتى في أوامرها الشرعية الواضحة.
تحليلاً عقدياً وحديثياً نادراً لحديث «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»، يبرهن على أنه حديث ضعيف منكر مليء بالعلل في السند والمتن، وفيه زيادات مكذوبة . أن هذه الروايات وُضعت خدمةً لمشروعٍ طائفيٍّ تشيعيٍّ أعاد تشكيل مفهوم الفضل والصحبة بعد الفتنة الكبرى.
نقد وتفنيد رواية زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها وهي في عمر الست سنوات ... يؤكد المتحدث أن هذه الرواية تخالف العقل والمنطق والعرف والخط الزمني لأحداث البعثة النبوية :
ويستند في إثبات السن الحقيقي (18 سنة عند البناء بها) إلى أدلة تاريخية وحسابات زمنية من مصادر موثوقة
يقدم الدكتور طارق طرحاً ، أن علي بن أبي طالب لم يكن الخليفة الرابع الذي حاز على إجماع الصحابة، وأنه متورط في مقتل عثمان بن عفان. وينظر أن علي لم يكن خليفة شرعياً وأن معاوية بن أبي سفيان رضي الله كان هو الخليفة الشرعي بعد عام 37 هـ، كما يثبت أن التاريخ الإسلامي قد تعرض للطمس بسبب النفوذ الشيعي.
يخلص المتحدث إلى أن سكوت العلماء عن تفكيك الروايات الملتبسة مكّن الشيعة من استخدامها كسلاحٍ عقديٍّ.
ويطالب بإعادة قراءة المرويات التاريخية والحديثية بميزان النقد العلمي لا التقديس الشخصي، لأن الحقّ لا يُصان بالعاطفة، بل بالتحقيق.
في زمنٍ تتكاثر فيه الطوائف والمذاهب، وتُستبدل هوية “الأمة الإسلامية” بانتماءاتٍ فرعية، يقدّم الدكتور مصطفى علي حسين في فيديوه «شيعةُ عليّ، أم المسلمون؟» طرحًا يعيد مركزية المفهوم القرآني: أن معيار الانتماء هو الإيمان والعمل، لا اللافتة المذهبية.
يخلص الخطاب إلى أن عليًّا لم يُقاتل الكفار بل قاتل المسلمين، وأن سيفه، الذي كان ينبغي أن يُرفع على الأعداء، وُجّه إلى صدور الأمة.
بينما كان معاوية هو من أنقذ دولة الإسلام من التفتت، وحافظ على وحدة الخلافة بعد أن كادت تتحوّل إلى طائفة.
هذه المنصّة وُجدت لإحياء الوعي العثماني الراشدي، وتصحيح الروايات التاريخية
التي شوّهها الفكر العباسي والشيعي، ولمحاربة الجاهلية الجديدة المتمثلة
في الطائفية، والتكفير، والقومية العرقية.
رسالتنا أن نعيد للأمة بوصلة الشورى والعدل، وأن نبني فكرًا راشدًا
يربط .
رؤيتنا — بلا مواربة
لا خلاف عند أهل التحقيق على أن الخليفة عثمان بن عفان قُتِل مظلومًا بعد حصارٍ عنيف على سبعين يومًا على يد فئة باغية (خوارج منافقين). ما ارتكبوه عارٌ لم يصنعه حتى مشركو قريش؛ والأسوأ تركُ جثمانه ثلاثة أيام ثم دفنه في حشّ كوكب
يقول ابن حجر:
“التشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان، وأن عليًّا كان مصيبًا في حروبه، وأن مخالفيه مخطئون.”
انتكست المفاهيم:
بعد أن كان السُّني يرى أن عليًّا أخطأ في حروبه ومخالفوه من الصحابة على حق، صار من يعتقد ذلك اليوم ناصبيًّا
تحليل إشكالية حديث "فلان وفلان" في كتب السنة: جدلية النص والتأويل
مقدّمة: بين تقديس النص وضرورة التحقيق
تُعدّ كتب الحديث النبوي هي المصدر التشريعي الثاني في الإسلام بعد القرآن الكريم، وتحظى بمكانة عليا في الثقافة الإسلامية. ومع ذلك، لم تكن هذه النصوص بمنأى عن الجدل والتحليل،
إنّي لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها.
تخيل معي:
الصحابي جابر بن عبدالله
الصحابي الفقيه عبدالله بن عمر بن الخطاب
الصحابي أبو سعيد الخدري
الصحابي أبو واقد
الدولة الإسلامية في أوج اتساعها
بلغت الدولة الإسلامية أقصى اتساعها في عهد الخليفة الأموي العاشر هشام بن عبد الملك (105–125هـ / 724–743م)، حيث شهدت أوج قوتها السياسية والجغرافية. رحمه الله و هو في ذلك تكالبت عليه ضربات الشيعة و الهواشم و الخوارج. و لكن أكبر حركة فتوحات في كل
وقف خالد بن الوليد رضي الله عنه يسأل أبا سفيان بن حرب: “كيف أصبحت يا أبا سفيان؟”
فقال:
“أصبحت أتعجّل قتال الروم، وأجيل بصري في عسكر المسلمين، وفي هذه الناحية من أرض الشام. وكنا نأتيه تجارًا في عهد قريش، لا نكاد نأمن على أنفسنا وأموالنا من سطوة الروم،
دول الخليج استقدمت الأمريكان لحمايتها من بعضها البعض، والنتيجة شاهدناها بالأمس في قطر: قواعد آمنة، غاز و بترول محمي، وشعوب مكشوفة…
ليت الدول الإسلامية تتعلم من موقف معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حين رد على قيصر الروم:
— من قيصر الروم إلى معاوية: “علمنا بما وقع بينكم وبين علي