شرح خطر المنهج العباسي في تحويل سبّ الصحابة إلى تشريع رسمي منسوب للسنة النبوية
من أهداف مجلة «معاوية بن أبي سفيان»
كشف التحريف الممنهج الذي أضلّ بوصلة الأمة
من بين أهم أهداف مجلة «معاوية بن أبي سفيان» أن تُعيد تصويب البوصلة الفكرية والتاريخية التي زُيّفت قرونًا طويلة بفعل التحريف العباسي الممنهج. ذلك التحريف الذي ألبس التشيّع ثوب السنّة، وصنع نسخة “مهذّبة” من فكر الباطنية تحت لافتة “العدل” و”الورع”، حتى صارت الأمة تُسلّم — دون وعي — بفكرة أن “الحق مع علي”، بينما في العمق هي تردّد صيغة سياسية مصنوعة بعقل عباسي باطني أراد إعادة صياغة التاريخ على مقاس سلطته.
إن ما يسمى “فقه الغلبة” الذي شرّع لحكم السيف، واعتبر طلحة والزبير ومعاوية وأم المؤمنين عائشة خارجين عن الحق، ليس إلا إعادة إنتاج لمذهب فقهاء البطلان العباسيين، الذين طعنوا في رموز الأمة باسم “الحق”، وبرّروا الدم والفتنة باسم “العدل”. بهذا المنطق، ضاع الشرف، وتُرك القصاص، وساد التأويل المريض الذي جعل من التبرير مدرسة ومن الظلم عقيدة.
تزييف المفهوم: «الحق مع علي» نموذجًا
حين يقولون: “الحق مع علي”، لا يقولونها تدينًا، بل بلغة politically correct / political correctness — أي النفاق السياسي المزيّن بالألفاظ المهذبة. فهم لا يقولون إن طلحة أو الزبير أو أم المؤمنين عائشة مخطئون ظلمًا وعدوانًا، بل يصوغونها بعبارة ملطّفة: “لم يكونوا على الحق الكامل”.
وهنا جوهر الخداع: كما أن السياسي المعاصر لا يقول لك «أنت لص»، بل يقول «لقد أخذت شيئًا ليس لك»، هكذا أيضًا يتعامل الخطاب العباسي مع الصحابة: لا يصفهم بالخروج الصريح، بل “بأنهم لم يكونوا على الحق”، وهي تهمة مؤدبة ظاهرها الخلاف وباطنها التكفير واللعن. وهكذا يُقبل الطعن باسم الأدب، ويُغتفر السب باسم “الخلاف في الاجتهاد”.
لكن الحقيقة أن هذا الخطاب يضع طلحة والزبير وأم المؤمنين ومعاوية في قفص الاتهام الشرعي، تحت عنوان “مارقون من الدين”، وبهذا يُمهَّد لتبرير سفك دمائهم وقتالهم باسم “الشرعية” و”الخلافة الراشدة”.
في صلب الموضوع: خطر «المنهج العباسي»
ولتوضيح هذا الانحراف العقائدي، نُحيل إلى التغريدة التالية التي تختصر بفيديو مدهش خطورة هذا الفكر:
🎥 فيديو يشرح خطر المنهج العباسي في تحويل سبّ الصحابة إلى تشريع رسمي منسوب للسنة النبوية.
— عباسي تيوب (@abbasitb) 14 أكتوبر 2025
ملخص الفيديو: «الخطر العباسي»
يتحدث المتكلم في المقطع (مدته 3 دقائق و33 ثانية) بعمق نادر عن جوهر الخطر العباسي في التاريخ والعقيدة، ويمكن تلخيص فكرته في النقاط التالية:
- تعريف الخطر العباسي: الخطر ليس في “سبّ الصحابة” فقط، بل في تشريع السبّ وتحويله إلى دين وأحاديث، أي جعل الطعن في الصحابة والرموز الدينية جزءًا من الإيمان ذاته.
- الشتائم المقدسة: المتحدث يسرد أمثلة واقعية:
- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «تنبحها كلاب!»
- عن طلحة والزبير: «ناكثين!»
- عن معاوية وعمرو بن العاص: «بغاة دعاة إلى جهنم!»
- الفرق بين الرافضي والعباسي: الرافضي يسبّ بدافع الحقد، أما العباسي فيُشرعن السبّ باسم “الحديث النبوي”، ويحوّله إلى تشريع رسمي للكراهية، فيصبح أخطر من الرافضي نفسه لأنه يُدخل السمّ في لبوس العلم والدين.
- الخاتمة والتحذير: يحذّر المتحدث من هذا النهج الذي قنّن الطعن في رموز الأمة وربط ذلك بثارات عثمان بن عفان رضي الله عنه، لتبرير الانقلاب على الصحابة واستبدال ميزان القصاص بميزان الغلبة.
الخاتمة
إن مجلة «معاوية بن أبي سفيان» لا تُعنى بإعادة إنتاج الفتنة، بل بفكّ شيفرات التحريف الذي أضلّ الأمة منذ أن تحوّل سبّ الصحابة إلى فقه، والغدر إلى سياسة، والسكوت إلى ورع. غايتها أن تُعيد للأمة وعيها بأن الشرف والقصاص قيمٌ إلهية لا تُلغى بالسياسة ولا تُبدّل بالمصطلحات، وأن “الحق” لا يُقاس بالدماء المسفوكة، بل بالعدل الغائب الذي اختطفه العباسيون باسم الدين.