الإسلام ليس شركة عائلية: حقيقة آل البيت والتشهد في الصلاة
الإسلام ليس شركة عائلية: حقيقة آل البيت والتشهد في الصلاة
في جوهر الإسلام الأصيل، يقوم الدين على مبادئ العدل، المساواة، والتقوى، لا على النسب أو السلالة. قال رسول الله ﷺ: "لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم"، رواه مسلم. هذا الحديث ينسف الادعاءات السلالية التي يروجها الروافض والعباسيون، الذين حوّلوا الإسلام إلى "شركة طالبية" قائمة على القرابة والسيف، لا على الشورى والعدل.
جذور الخلل في الأمة
جذر كل خلل في الأمة الإسلامية يعود إلى هذا التحريف: حكم بالنسب والقوة، كما فعل علي وابناؤه، سفكوا الدماء باسم "الخوارج" و"البغاة". اليوم، يعيد أحفاد مثل ملك المغرب العلوي، الذي يدعي نسباً مزعوماً للرسول ﷺ، وينصب نفسه "أميراً للمؤمنين"، نفس المشهد عبر "المخزن العباسي"، زبانية يبررون البطش بتأويلات باطلة.
لو كان النسب ينقذ، لأسلم أبو لهب وكفر بلال رضي الله عنه. كل ضال مضل يخرج هوية: "جدي رسول الله، أنا سيد، أنا من أهل البيت، من نسل الحسين، من أصحاب الكساء"، وصارت تجارة. قال ﷺ لعمه عباس: "يا عباس عم رسول الله، اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئاً".
هل هذا دين أم شركة عائلية؟
تخيل رسولاً يقول: "حبوا ابن عمي وعياله الصغار، فهم أسياد عليكم في الدنيا والآخرة، ومن لم يحبهم فهو كافر". هذا ليس دين محمد ﷺ، بل وثنية بشرية حوّلها الروافض والعباسيون إلى دين سلالي حقير، كأن الرسالة جاءت لحماية مصالح أسرة أبي طالب.
قال ﷺ: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، رواه البخاري ومسلم. وقال: "إن آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء"، إنما أولياؤه الله وصالح المؤمنين. آل البيت الحقيقيون هم أزواجه رضي الله عنهن، كعائشة أم المؤمنين بنت الصديق، التي قال فيها: "لا تؤذوني في عائشة". اللهم وال من والاها، وعاد من عاداها.
الآية تنسف المذهب السلالي
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. لا تفاضل إلا بالتقوى، لا بين بني هاشم وغيرهم. لكن بعض العباسيين يكرهون قراءة سورة المسد لأنها ذم لعم النبي من بني هاشم، دليل على غلوهم وتشيعهم.
الناس دخلوا الإسلام للعدل والمساواة، خروجاً من عبودية الأوثان إلى عبادة الرحمن. أما الروافض فيجعلونه وثنية: نحب فلاناً أو نكون كفرة! هل علي نبي أو إله؟ هؤلاء يريدوننا نتخذ أنداداً نحبهم كحب الله.
"آل الرجل" = أتباعه على دينه، كما في القرآن. تفسيرها بابن العم وعياله تحريف باطني من الروافض والعباسيين.
الشيعي والاصطفاء
الشيعي يقول: "أنتم ترفضون آل البيت خوفاً من الدين العائلي، لكن الله اصطفى إبراهيم وابناءه". لا حجة: إبراهيم وابناؤه اصطفوا بالنبوة بنصوص واضحة. محمد ﷺ اصطفي كذلك. أين اصطفاء علي وحسن وحسين في القرآن أو السنة الصحيحة؟ لا يوجد، فالقياس باطل.
مشكلة الروافض مع النص: القرآن لم ينص على إمامتهم أو أسمائهم أو اصطفائهم. أصل الاصطفاء وارد، لكن ليس لهم.
عائشة أم المؤمنين
عائشة بنت أبي بكر، شرف النبوة وعرض الرسول ﷺ. سنظل سلماً لمن سالمها، حرباً لمن حاربها. قال ﷺ عن خديجة: "والله ما أبدلني الله خيراً منها"، وعن عائشة: "لا تؤذوني في عائشة". مستحيل ننساها، أولادها باقون يحرسونها من كلاب العباسيين.
صيغة التشهد في الصلاة
ينقل الإمام مالك في موطئه بإسناد ذهبي عن عبد الله بن عمر: "التحيات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". تخلو من "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم".
هذه صيغة عمر وعائشة رضي الله عنهما، في التشهد الأول والثاني. الفرق بين التشهد في الصلاة والصلاة على النبي خارجها: الأخيرة تشمل صيغاً متنوعة مثل "اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته".
صيغ التشهد في المذاهب
- الحنفي: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
- المالكي: التحيات لله، الزكيات لله، الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. مستمدة من حديث عمر بن الخطاب في موطأ مالك. تخلو من "على آل محمد"، لكن يجوز إضافة الصلاة على النبي بعد التشهد، مثل: "اللهم صل على محمد وآل محمد...".
- الشافعي: التحيات لله، الصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
- الحنبلي: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً عبده ورسوله. يجوز تنويعات كصيغة عائشة: التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله، السلام على النبي.
هذا التشهد يؤكد: آل البيت أزواجه، لا سلالة. الإسلام دين عدل، لا وثنية.
منذ عهد العباسيين الزنديقيين، يلطفون الكلام عن قتل الصحابة بـ"اجتهاد"، لكن قتل آلاف الصحابة وترميل النساء ليس اجتهاداً. لطف الله بي بعد قراءة كتب الحديث والتاريخ، فأدركت دور وضع الأحاديث في خلق "أسرة مقدسة".