مجلة معاوية بن أبي سفيان
مجلة معاوية بن أبي سفيان

قضايا جرائم غامضة تحت مجهر الشكّ

رضا شرارة
✍️ كاتب المقال:
٠٢ أكتوبر ٢٠٢٥ · دقيقة واحدة
جميع المقالات ملف الكاتب

محكمة الفرضيات التاريخية

محكمة ابتدائية


المشهد

قاعة افتراضية ضخمة. القاضي شامخ على منصته، أمامه ملفات صفراء قديمة، محقق إلى جواره يقلب الصفحات، والجمهور يملأ القاعة بالهمس والدهشة.

القاضي يطرق بمطرقته: "ابدأ أيها المحقق."


الملف الأول: وفاة النبي ﷺ (حادثة اللَّدّ)

القاضي: ما أول ما لديك؟

المحقق:
سيدي القاضي، ملف خطير: مرض النبي ﷺ الأخير.
قال بوضوح: «لا تلدّوني» أي لا تسقوني دواءً قسراً【البخاري 5712】.
لكن لما أُغمي عليه، قامت أسماء بنت عميس بلدّه وسقته الدواء.
فلما أفاق، غضب قائلاً: «هذا من فعل نساء جئن من الحبشة» — في إشارة إلى أسماء【أحمد 24852】.
وبعد أيام… مات رسول الله ﷺ.

(الجمهور يضج، القاضي يطرق بالمطرقة)


الملف الثاني: وفاة أبي بكر الصديق

المحقق:
الروايات متناقضة:

  • قيل: اغتسل فحمّت عليه فمات【الطبري 3/428】.
  • قيل: مات مسموماً【ابن سعد 3/200】.
الأغرب:

أوصى أن لا يغسله إلا أسماء بنت عميس【ابن سعد 3/201】.
ومن روى الوصية؟ هي نفسها!
ثم تزوجها علي بعد أيام فقط.

ولا ننسى أنها:
  • أم محمد بن أبي بكر (ربيب علي).
  • وأم محمد بن جعفر (من زوجها الأول جعفر).
    وهذان شاركا في مقتل عثمان!

القاضي (مستغرباً):

 وما الدليل على ريبتها؟

المحقق:


في صحيح مسلم (2137): أبو بكر دخل عليها فوجد رجالاً من بني هاشم عندها، فكره ذلك واشتكى للنبي ﷺ. فقام النبي ﷺ خطيباً: «لا يدخلنّ رجل على مغيبة بعد يومي هذا».

(الجمهور يضج همساً)

ولئن حاول البعض تأويل دخول بني هاشم بأنهم كانوا يرعون أبناء جعفر اليتامى… فإن ذلك مردود لأربعة أسباب:

  1. لو كان مألوفاً، لما استنكر أبو بكر، ولا كره ذلك.
  2. لماذا لم تخبر أسماء زوجها مسبقاً أن رجال بني هاشم قد يأتون لرؤية أبنائهم؟
  3. أما كان الأولى أن تنتظر قدوم زوجها ثم تستقبلهم؟
  4. والأخطر: أن النبي ﷺ نفسه استنكر الأمر علناً من على المنبر، ولم يرضَ بهذا التأويل.

إذن استبشاع أبي بكر كان في محلّه، والرسول ﷺ أقرّه بخطبة علنية.

(الجمهور يهمهم: "غريب! غريب!")

القاضي (يطرق بمطرقته)

إذن الأمر ليس اجتماعاً بريئاً كما يحاولون تصويره. بل استبشاع أبي بكر كان في محلّه، والرسول ﷺ أكّد ذلك بخطبة علنية.

بهذا يُصبح ملف أبي بكر أكثر ثقلاً:

  • موت غامض.
  • وصية حصرية مشبوهة.
  • علاقة متوترة مع أسماء نفسها.
  • وزواج علي بها بعد أيام فقط.

الملف الثالث: وفاة فاطمة رضي الله عنها

القاضي

وماذا عن بنت رسول الله؟

المحقق:
ماتت فجأة شابة، بعد أبيها بأشهر.
دفنها علي ليلاً سراً بلا صلاة عامة【البخاري 4240】. وقبرها إلى اليوم مجهول.
وقالت أسماء: «غسلتها أنا وعلي»【ابن سعد 8/19】.

الجمهور ( مستغرباً بهمهمة عالية)

لكن أسماء صحابية هاجرت إلى الحبشة!

المحقق (رافعاً يده)

نعم، هاجرت. لكن هل الهجرة صك براءة؟!
ألم يهاجر عبيد الله بن جحش ثم ارتد في الحبشة للنصرانية【ابن سعد 1/260】؟
إذن الهجرة ليست حصانة مطلقة.

(الجمهور يتنحنح بدهشة)


المحقق (مستكملاً)

ثم اسمعوا: حفيدة أسماء روت عنها أنها قالت: «غسلت فاطمة أنا وعلي».

  • لم تقل: «أو مع صحابية اخرى او إحدى أمهات المؤمنين »، بل صرحت أنها شاركته في الغسل.
  • والسؤال: هل من الحياء أن تقبل نساء ورعات يغسلن امرأة مع رجلاً متوفاة في ريعان شبابها؟
  • الحياء يمنع هذا!

القاضي ( غاضباً يصرخ)

حديث النبي ﷺ واضح:
«إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قَالَ: «الحَمْوُ المَوْتُ» [رواه البخاري 【5232】، ومسلم 【2172) .

منع الدخول يستلزم منع الخلوة والتغسيل كان في خلوة . فإذا كان دخول قريب الزوج موتاً، فكيف بمشاركة امرأة ليست محرماً في غسل جسد امرأة مع رجل؟!

(الجمهور يضع أيديهم على وجوههم حياءً، همهمة عالية)

القاضي:

أرى رابطاً يتكرر… أسماء في كل ملف.

المحقق:

بالضبط، وهنا مكمن الشبهة:

  • وصايا مشبوهة.
  • غُسل ليلي.
  • قبر مجهول.

لنضع الاحتمالات أمامنا:

  • الفرضية الأولى: أن الوصايا صحيحة، وأن أبا بكر وفاطمة اختارا أسماء ثقةً بها، لكونها قريبة من أهل البيت وزوجة جعفر سابقاً.
  • الفرضية الثانية: أن هذه "الوصايا" مفتعلة، اختلقتها أسماء أو من روى عنها، لتبرير كونها الوحيدة الحاضرة عند الغُسل.
  • الفرضية الثالثة: أن هناك خيطاً خفياً يجمع بين الوفيات الثلاث، وأن أسماء مع ارتباطها بعلي وبني هاشم، كانت حلقة في سلسلة من الأحداث المريبة.

القاضي

لكن لماذا دفن علي فاطمة ليلاً سراً؟

المحقق

هذا هو السؤال الذي لم يُجب عنه التاريخ. الاحتمالات:

  1. وصية من فاطمة بعدم حضور أبي بكر. لكن هذا لا يفسر منع المسلمين عامة.
  2. غضب علي من السلطة، فأخفى الجنازة. لكن لماذا لم يعلن القبر لاحقاً ليتسنى للمسلمين الصلاة عليها؟
  3. الاحتمال الأشدّ قتامة: أن الوفاة لم تكن طبيعية، بل كانت جريمة تسترت عليها دفنة ليلية

الملف الرابع : غضب فاطمة على علي

المحقق

سيدي القاضي، هذا الملف يضيف حلقة خطيرة: إغضاب علي لفاطمة بضعة النبي ﷺ.

  • الرواية الأولى (البخاري 5230، 5231):
    لما أراد علي أن يتزوج ببنت أبي جهل، جاءت فاطمة للنبي ﷺ غاضبة، فقال:
    "يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي يريد أن يتزوج بنت عدو الله!"
    فخطب النبي ﷺ على المنبر:
    "إن فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد."
    ثم شبّه علياً بغير الصادق، وقال: "أنكحت العاص بن الربيع فحدثني وصدقني."
  • الرواية الثانية (البخاري 4419):
    زار النبي ﷺ فاطمة، فلم يجد علياً. فسألها: "أين ابن عمك؟"
    قالت: "غاضبني فخرج ولم يَقِل عندي."
  • وهناك روايات أخرى: طلبت خادماً يعينها لشدة العمل، فلم يقض لها علي حاجتها【البخاري 3705】.

القاضي (ينهض صارخاً)

أيها الناس! هل سمعتم؟
النبي ﷺ لم يعتبر هذا خلافاً منزلياً، بل ارتقى المنبر أمام الأمة كلها ليعلن غضبه من علي.

وهذا يعني:

  • أنها لم تكن المرة الأولى.
  • بل تكرار دفع النبي ﷺ إلى إعلان عام، زجراً وردعاً.

ثم قال النبي ﷺ قاعدة خالدة:
"إن فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها."

فأذية فاطمة = أذية النبي.
وأي رجل، مهما كان، لا يُستثنى من هذه القاعدة.

الجمهور (ضجة، بعضهم يصيح: "الله أكبر! الحق ظهر!")


الملف الخامس: حصار وخطبة علي ثم مقتل عثمان

المحقق (يرفع صحيح البخاري – كتاب الأضاحي):
عثمان محصور في داره، بينما علي يخطب العيد في المسجد عن لحوم الأضاحي【البخاري – كتاب الأضاحي】.
لم يذكر الحصار. لم يذكر الخليفة المحاصر.

أحد الحاضرين (يصرخ): أول مرة أسمع هذا! الخليفة الشرعي محصور، وعلي يخطب؟! إذن هو القاتل بلا شك!

القاضي (يضرب مطرقته): النظام! المحكمة ستكشف. (بهدوء رسمي):

أيها المحقق، أراك مشدودًا أكثر من اللازم. نحن نتحدث عن خطبة في مسجد، لا عن قضية جنائية. ما الخطب؟

المحقق (بحزم):

معاذ الله أن تظن يا سيدي القاضي أن الموضوع كان تافهًا.

القاضي (متعجبًا):

كيف؟ أليس موضوع الخطبة مجرد حديث عن اللحوم؟ لماذا لم يختر الخطيب قضية الناس ودينهم؟ أو على الأقل الحديث عن الخليفة المحاصر؟

المحقق (يقترب بنبرة كاشفة):

هنا تكمن الخديعة، سيدي القاضي. الخطيب لم يختر اللحوم عبثًا.

الغوغاء القتلة، أولئك الذين أحاطوا بالمدينة، كانوا قد استنفدوا كل ما لديهم من ذخائر ومؤن. جوعوا حتى العظم. احتاجوا إلى شيء يأكلونه.

القاضي (يقطب حاجبيه):

إلى هذا الحد؟ وما شأن اللحوم بالحصار؟

المحقق (بصوت ينزل كالسهم):

لأنهم أرادوا أن يُنفِق الناس لحومهم على المحاصَرين… أن يصل الأمر إلى لحوم الصحابة أنفسهم.

أتدرك يا سيدي القاضي؟ لم يكن الحديث عن اللحوم موضوعًا بريئًا، بل كان رسالة مشفَّرة… إنذارًا بما سيتحوّل إليه الحصار: جوع، أكل، وانتهاك لحرمات لم تخطر على قلب مؤمن.

القاضي (مذهولًا، يطرق على المنضدة):

إذن الخطبة لم تكن وعظًا دينيًا عابرًا… بل كانت شاهدًا على جريمة تُحاك ضد المدينة!

المحقق (بحزم قاطع):

نعم سيدي القاضي. لقد كانت صرخةً مموهة وسط صمتٍ ثقيل… رسالة أراد بها الخطيب أن يكشف مأساة الحصار دون أن يُعدم على منبره

المحقق:

ثم جاءت كلمة أم المؤمنين أم حبيبة في تاريخ المدينة لابن شبة:

"أجر لي من في الدار."
قال علي: "إلا عثمان."
قالت: "ملكت يا ابن أبي طالب فاسجح."

هذا اعتراف خطير: علي أعلن نفسه صاحب السلطان، ورفض حماية عثمان نفسه!

المحقق متابعا :

  • في حصار عثمان كان في الصفوف الأمامية: محمد بن أبي بكر، ابن أسماء من أبي بكر، وربيب علي【الطبري 4/409】.
  • هل هي مصادفة أن ابنها كان في قلب الفتنة الكبرى؟

سيدي القاضي الصيغات الثلاث التي تثقّل الملف

الصيغة الأولى: خلاف علي مع عثمان

  • خلاف حول الحج والعمرة، وقسمة الخراج، وتعيين الولاة.
  • أرسل علي صحيفة نصح مع الحسن لعثمان، فرفضها الخليفة.
  • حاول الوساطة مع المحاصرين، لكن الحصار استمر.

الصيغة الثانية: بعد مقتل عثمان

  • تولّى علي الحكم بلا شورى عامة.
  • القتلة صاروا قادة في جيشه.
  • أرجأ القصاص، فقرأه خصومه حمايةً للقتلة.

الصيغة الثالثة: تبعات الحكم

  • وقعت معركة الجمل ضد عائشة وطلحة والزبير.
  • الزبير انسحب لكنه قُتل لاحقاً.
  • تأخر علي في بيعة أبي بكر ستة أشهر، وقال له عند البيعة: «لقد استبددت علينا».
  • فأبكى ذلك أبا بكر.
  • ثم زواجه من أسماء بنت عميس بعد وفاة أبي بكر مباشرة.

الملف السادس: التمويل والأضاحي

المحقق:

سؤال يُغفل دائماً: من كان يموّل آلاف المحاصرين بالطعام والشراب؟
هؤلاء لم يأتوا كجنود غزاة، بل حجاجاً.

وعلي كان غنياً: ورث من فاطمة، وكان له نصيب من الفيء.
ثم صعد المنبر يحث الناس: "لا تدخروا لحوم الأضاحي" — أي لتوفير طعام للمحاصرين.

القاضي (مطرقاً): 

إذن خطبة الأضاحي لم تكن بريئة، بل خطة لتغذية المحاصرين.


الملف السابع: لعنة المدينة

المحقق (يرفع المصنف لابن أبي شيبة):

قال النبي ﷺ:

"من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً"【المصنف 12/174】.

الخوارج البغاة حاصروا المدينة، قتلوا عثمان، ثم بايعوا علي.
وعلي قَبِل بيعتهم، وولّاهم، وجعلهم قادة جيشه.

الجمهور (بصوت واحد): إذن جيشه ملعون!


الملف الثامن: أسئلة بلا أجوبة

(الجمهور يحتدّ، بعضهم يصرخ: "كفى! علي لا يُسأل!")
المحقق يرفع يده، يطلب الصمت، ثم يتكلم بهدوء حازم:

المحقق (بحزم):

قبل أن تعلوا أصواتكم في تقديس علي، أو فرض حصانة دستورية عليه، قفوا لحظة. وتجرّؤوا على مواجهة الأسئلة التي يهرب منها الجميع :

  • لماذا لم يُطع النبي ﷺ في صلح الحديبية【البخاري】؟
  • لماذا استعجل بأخذ جارية من السبي قبل قسمتها【أبو داود】؟
  • لماذا أراد الزواج من بنت أبي جهل حتى أغضب النبي ﷺ【البخاري】؟
  • لماذا مدح النبي ﷺ العاص بن الربيع وعرّض بعلي【البخاري】؟
  • لماذا لم يعاتبه النبي سراً، بل أعلنها على المنبر أمام الناس 【البخاري】؟
  • لماذا تأخر عن بيعة أبي بكر ستة أشهر【البخاري】؟
  • لماذا لم يشارك في حروب الردة؟
  • لماذا دفن فاطمة سراً وحرم المسلمين من الصلاة عليها 【البخاري】؟
  • لماذا طعن في عثمان علناً، وكان وسيطاً للمحاصرين؟
  • لماذا لم يقتص من قتلة عثمان【الطبري】؟
  • لماذا قاتل طلحة والزبير، ثم ذهب إلى صفّين؟
  • لماذا وضع قتلة عثمان في جيشه؟
  • لماذا ورّث الحكم لابنه【ابن الأثير】؟

المحقق (يتوقف لحظة، ينظر في عيون الجمهور)

هذه أسئلة… لا تحتاج لتعليق.
فقط لشجاعة أن تنظر إليها كما هي.

(الجمهور يصمت فجأة، بعضهم يطأطئ رأسه. القاعة تغرق في رهبة. عندها ينهض القاضي واقفاً، صوته يدوّي في المشهد التالي.)


الملف التاسع: سؤال المحقق الختامي

القاضي

هل عندك ما تختم به أيها المحقق؟

المحقق (يتقدم للأمام، صوته عميق):

نعم… سؤال أخير يحسم القضية:

قبل وفاة النبي ﷺ بثلاثة أيام، خرج علي و قال: "هو بخير."
لكن العباس قال: "إني لأرى الموت في وجهه، فاطلبوا منه أن يوصي لكم أو بكم"【الطبري 3/428】.
علي لم يرى الموت؟ هذا غريب ! و رفض طلب عمه قائلاً : "لا. فإن منعنا لم يعطها لنا."

(الجمهور يصيح: "الله أكبر!")

إذن العباس رأى الموت، لكن علي رفض طلب الوصية. لماذا؟
لأنه خشي أن يطلب فيُرفض علناً، فتسقط حجته إلى الأبد.

هذا يفسر:

  • تأخر بيعته لأبي بكر ستة أشهر.
  • قوله لأبي بكر: "لقد استبددت علينا"【الطبري 3/431】.
  • تحذير عمر لأبي بكر: "لا تذهب لعلي وحدك"【الطبري 3/433】.
  • وتهديده في الشورى: "من رفض يُقتل"【الطبري 4/227】.
  • وتحذير عبد الرحمن بن عوف لعلي: "لا تجعل لنفسك حقاً عليك."【الطبري 4/230】

الخاتمة: علامات استفهام مفتوحة

القاضي (متأملاً):
خمسة علامات استفهام كبرى:

  1. موت الرسول ﷺ ؟
  2. موت أبي بكر رضي الله عليه : حمّى أم سم؟
  3. موت فاطمة رضي الله عنها فجأة شابة ؟
  4. دفن فاطمة رضي الله عنها: وصية أم تستر؟
  5. طموح علي في الخلافة ثابت من قبل وفاة الرسول ﷺ واستمر حتى حصل عليها ؟
  6. حصار عثمان رضي الله عليه : ثورة عفوية أم انقلاب منظم؟

المحقق (بصوت خافت):

لكن الخيط الأكبر: هل كان طموح علي في الخلافة هو العقل المدبر الذي ربط هذه القضايا؟

الجمهور (ضجة عارمة، بعضهم يبكي، آخرون يكبرون، أصوات مختلطة)


القاضي (ينهض واقفاً، يطرق بمطرقته)

المحكمة لا تُصدر حكماً هنا، بل تسجّل فرضيات.

لكن المؤكد: أن أسماء بنت عميس، تلك المرأة التي جمعت بين بيت أبي بكر وبيت علي، ظلت حاضرة في كل مفصل:

  • غُسل الموتى.
  • زواج سريع بعد الترمل.
  • ابن متورط في الفتنة الكبرى.

وأن علي بن أبي طالب كان دائماً في دائرة الضوء:

  • خصومات مع أبي بكر.
  • غضب مع فاطمة.
  • خلافات مع عثمان.
  • ثم خلافة على بحر من الدماء.

الراوي (بصوت خافت يختم):


التاريخ لم يقدّم إجابة نهائية، لكنه ترك ألغازاً مفتوحة…
وأحياناً، كثرة الألغاز حول شخصية واحدة تجعل المحقق يشك:
هل نحن أمام مصادفات؟
أم أمام خيط جريمة دبّرته عقول طامحة للسلطة ممتد منذ رحيل الرسول ﷺ؟

انتهت الجلسة… ولم ينته التحقيق.


✍️ بقلم: رضا شرارة

مجلة معاوية بن أبي سفيان

منصّة بحثية نقدية بلا مجاملات؛ نقول الأشياء كما هي ونحتكم إلى الدليل.

تحقيقات مسندة نقاش منضبط بلا تجريح خصم ‎17%‎ على السنوي