بين خدمة الروافض وتزييف وعي الأمة

تمهيد

يُقدَّم محمد ناصر الدين الألباني على أنه “محدث العصر”، وأنه صاحب اليد الطولى في إحياء علم الحديث. غير أن التدقيق في أحكامه وتصحيحاته يكشف عن فجوات عميقة استغلها أهل الأهواء، بل ساعدت ـ بشكل مباشر أو غير مباشر ـ في ترويج عقائد الروافض بين أهل السنة.

وثيقة تكشف العلاقة القديمة مع الرافضة

توجد وثيقة فيها ثناء أحد مراجع الرافضة الهالك محمد واعظ زاده الخراساني على الألباني، بتاريخ سنة 1393هـ، أي قبل هلاكه بسبعة وعشرين سنة. وهذا يدل على أن علاقة هذا الجهمي المتشيع مع رؤوس الرافضة قديمة وراسخة، وليست مجرد تقاطع عابر.

قاعدة مطاطية: “بمجموع الطرق”

الألباني اعتمد قاعدة منحرفة، وهي تصحيح الأحاديث بمجموع طرقها، حتى لو كانت كل طريق بمفردها ساقطة. هذه القاعدة جعلته يُصحح ما ضعّفه النقاد المتقدمون، بل سوّغ إدخال مرويات الكوفة السبئية في جسد السنة.

الألباني.. إمام الشيعة العباسية

المخابرات الأردنية واستقدام الألباني

بعد الثورة الإيرانية 1979، ارتفع خطر التمدد الصفوي . المخابرات الأردنية نصحت الملك حسين الهاشمي باستقدام الألباني من جديد بعد أن كان أبعده، ليُستخدم كأداة للجم المدّ الشيعي الإيراني. وهكذا صار الألباني “المحدث الرسمي” للهاشميين العباسيي الهوى.

الطعن في أم المؤمنين عائشة

من أبشع أخطائه تصحيح حديث كلاب الحوأب، وهو حديث منكر، فاستغله المرجع الرافضي كمال الحيدري للطعن في أم المؤمنين ووصفها بـ”الخارجية”.

حديث كلاب الحوأب : سهم مسموم ضد أم المؤمنين

حديث (كلاب الحوأب) الذي استدل به الألباني لتخطئة خروج عائشة رضي الله عنها، حكم عليه النقاد قديماً بأنه منكر مرسل:

• قيس بن أبي حازم لم يلقَ عائشة، فحديثه عنها مرسل.

العلماء كذبوا هذا السند:

• قال ابن المديني: قيس عنده أحاديث مناكير، “منها حديث كلاب الحوأب”.

والعلة أوضح من الشمس: قيس لم يلقَ عائشة أصلاً، ولم يسمع منها شيئاً. فكيف يروي عنها؟ ومن الذي أخبره؟!

• وقال يعقوب بن شيبة: منكر الحديث.
• وقال ابن معين: ليس بثقة.
• ابن المديني ويعقوب بن شيبة وغيرهم صرّحوا بأنه “منكر الحديث”، ومنها حديث كلاب الحوأب.

لكن الألباني صححه، ليجد فيه المرجع الرافضي كمال الحيدري ضالته، فيطعن في أم المؤمنين عائشة، ويصفها بالخارجية التي ندمت!

أما الحقيقة الثابتة: أن عائشة خرجت تطالب بالقصاص من قتلة عثمان، وأقامت حد الله على المجرمين في البصرة.

والمخطئ الحقيقي هو من آوى قتلة عثمان وجعلهم في جيشه وقاتل بهم الصحابة.

الطعن في أم المؤمنين عائشة

هذا كذب وافتراء على أم المؤمنين، فقيهة الأمة وحبيبة رسول الله ﷺ.

هي لم تخرج إلا تطالب بالحق، وتدعو لإقامة حدود الله على المجرمين الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه.

أما المخطئ الحقيقي فهو من آوى قتلة عثمان وضمهم في جيشه وقاتل بهم الصحابة: علي بن أبي طالب ومن التفّ حوله من السبئية والخوارج.

سند الحديث

حديث (كلاب الحوأب) الذي استدل به الألباني الضال هو من رواية: قيس بن أبي حازم عن عائشة. ولهذا حكم الأئمة (ابن أبي حاتم، ابن عساكر، الذهبي) أن رواية قيس عن عائشة مرسلة، أي منقطعة، فهي ضعيفة. بل نصّوا على أن هذا الحديث بعينه منكر.

استغلال الروافض

إذاً نحن أمام مسرحية عباسية:

• الألباني يصحح الرواية المنكرة.
• الحيدري وأمثاله من الرافضة يستشهدون به ليضربوا أم المؤمنين.
• النتيجة: تطابق بين مخرجات “المحدث العباسي” ومخرجات “المرجع الكوفي”.

تقديس السند وإهمال المتن

الألباني قدّس السند إلى حد العبودية، حتى لو خالف المتن أصول الملة، فصار أداة بيد المحفل الكوفي لتمرير مناكيره.

طامات أخرى

1. تصحيح حديث: علي وليكم بعدي → نسف مباشر لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان.
2. تصحيح: من آذى علياً فقد آذاني → حديث منقطع، خدم الروافض في دعواهم العصمة لعلي.
3. تصحيح أحاديث الرايات السود → صناعة نسخة سنية للمهدي الإيراني الشيعي.

الألباني يطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية

الألباني اتهم ابن تيمية بأنه “جريء على تكذيب الحديث الصحيح” لرده حديث من كنت مولاه فعلي مولاه. بل نصح طلاب العلم بعدم الاعتماد على ابن تيمية في الحديث، وكأنه نصب نفسه المرجع الأوحد. وكأن لسان حاله يقول: “لا ترجعوا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، بل إليّ أنا الألباني”!

تناقض المنهج

الألباني ردّ أحاديث صحيحة لعنعنة الحسن وقتادة، وفي المقابل قبل مرويات شيعية منكرة بحجة “مجموع الطرق”.

آثار مكذوبة وتوظيف سياسي

الألباني قوّى روايات من وضع الشيعة للطعن في الصحابة أو تمجيد أهل البيت بغير حق، مثل حديث “أيتك صاحبة الجمل” أو “الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة”، بينما ترك النصوص الثابتة التي تُظهر اعتراف علي نفسه بارتكاب أحداث وفتن.

أسطورة المهدي: من خراسان إلى الكعبة

الألباني صحح بمجموع الطرق أحاديث “الرايات السود من المشرق”، فصار مهدي السنة نسخة من مهدي الشيعة، يخرج من خراسان تحت رايات سود، يقتل المسلمين عند الكعبة. والفرق الوحيد: أن “مهدي السنة” بدا أكثر تهذيباً في الرواية العباسية.

• كلاهما علوي فاطمي حسيني.
• كلاهما إيراني/كوفي.
• كلاهما يخرج تحت رايات سود من خراسان.
• كلاهما يغزو مكة ويقتل المسلمين عند الكعبة.

الفرق الوحيد: أن مهدي الشيعة شرس يواصل إلى المدينة وينبش قبور أبي بكر وعمر وعائشة، بينما مهدي السنة “كيـوت” أُعيد تلميعه حتى لا ينفر منه المسلمون!

القاضي عياض كان ضحية كذبة المهدي المنتظر الشيعية لأنه رفض الاعتراف بابن تومرت ورفض ما طلبوه من تأليف كتاب في ذلك فقاموا بتمزيقه ودفنوه بغير تغسيل ولا صلاة

قضية حديث «من كنت مولاه فعلي مولاه»

• ابن تيمية ـ في منهاج السنة (4/86) ـ نقل عن ابن حزم قوله:“وأما قوله (من كنت مولاه فعلي مولاه) فليس هو في الصحاح، وأما (من كنت مولاه فعلي مولاه) فلا يصح من طريق الثقات أصلاً”.
• الألباني ردّ عليه في سلسلته الصحيحة (5/263):“فمن العجيب حقاً أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه…”،واتهمه بأنه تسرّع في التضعيف بدافع المبالغة في الرد على الشيعة.
• بل أكد الألباني مرة أخرى في السلسلة الصحيحة (4/344):“زعم ابن تيمية أن الشطر الآخر من الحديث (اللهم وال من والاه..) كذب! وهذا من مبالغاته الناتجة من تسرعه قبل أن يجمع طرقه”.

التفضيل وأثره السياسي

مسألة التفضيل بين الصحابة (من الأفضل بعد أبي بكر وعمر: عثمان أم علي؟) لم تكن قضية علمية بحتة، بل صارت أداة سياسية استغلها الشيعة والإسماعيلية.

• الإجماع السني: في صحيح البخاري وغيره انعقد إجماع الصحابة على أن الثالث في الفضل هو عثمان.
• الانحراف: من توقف أو ساوى بين عثمان وعلي وامتنع عن الجزم بفضل عثمان، عُدّ شيعياً مبتدعاً لا يُجالس ولا يُعتمد قوله.
• الأثر السياسي: هذا التوقف جعل بعض الأحناف محل ثقة عند الإسماعيلية، فأعطوهم المناصب وامتحنوا المالكية، وحدثت فتن عظيمة.
• الخلاصة: التفضيل صار معبراً إلى الولاء السياسي، ومنه تفرعت تيارات بدعية استغلت الروايات الموضوعة لإضعاف إجماع الأمة.

🔗 المصدر الأصلي

×

طامة “من آذى علياً فقد آذاني”

ولم يقف الألباني عند ذلك، بل أضاف طامة أخرى حين صحح الحديث الشيعي:

«من آذى علياً فقد آذاني».

مع أن الحديث منقطع الأسانيد، وكل طرقه مليئة بالمجاهيل والضعفاء. لكن الألباني جمعها كلها، ثم ختم بالعبارة السحرية المعتادة:

“وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع طرقه”!

وهكذا قدّم خدمة مجانية للروافض: فصاروا يستدلون به على أن كل نقد لعلي هو أذى للنبي ﷺ، وأن الصحابة الذين خالفوه هم أعداء للرسول!

آثار موضوعة تُنسب للصحابة

الألباني صحح آثاراً مكذوبة ضد خيار الأمة، مثل:

• آثار تدّعي أن عائشة ندمت وبكت حتى ابتل خمارها، وكلها من وضع شيعة الكوفة، ولا أصل صحيح لها.
• في المقابل، الأثر الثابت الصحيح أن علياً نفسه كان يقول:“يا حسن، يا حسن، ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة”،وأنه اعترف قائلاً:“قد أحدثنا أحداثاً، يقضي الله فيها ما شاء”.

لكن الألباني لم ينقل هذه الآثار الصحيحة، بل تركها، وركض وراء المرويات التي تخدم الروافض.

النتيجة

هكذا وجدنا الألباني في ميدان الحديث:

• يصحح الأحاديث التي تخدم مذهب الرافضة.
• يطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية، ويعتبره متسرعاً ومبالغاً.
• ينصّب نفسه مرجعاً أوحداً، فيضعف أو يصحح حسب مزاجه، ضارباً عرض الحائط بجهاد علماء الأمة وموازين النقد الحديثي الراسخة

تناقض في المنهج

• الألباني يرد أحاديث صحيحة لمجرد عنعنة قتادة أو الحسن.
• وفي المقابل، يقوّي حديثاً مليئاً بالضعفاء والكذابين بحجة “مجموع الطرق”.

إذن، منهجه مطاطي: يقبل ويُضعف بحسب موقفه الشخصي من المتن، لا بحسب قواعد النقد الحديثي.

خطة إنقاذ: تنقية التراث

لا بد من مشروع علمي شامل لتنقية كتب السنة من المرويات الكوفية المكذوبة التي صححها الألباني ومن سار على نهجه، حتى لا نظل جسراً يعبر منه الروافض إلى عقول المسلمين.

خاتمة

أخطاء الألباني لم تكن هفوات معزولة، بل ثغرات استغلها الروافض لإعادة تسويق باطلهم. صار الألباني جسر عبور بين الكوفة وقم وبغداد ودمشق، حتى وهو يظن أنه يدافع عن السنة.

الحقيقة الثابتة:

• أن أم المؤمنين عائشة كانت على الحق.
• أن أبا بكر وعمر وعثمان هم خير الأمة بعد نبيها.
• أن من أحدث الفتنة واعترف بلسانه أنه “قد أحدث أحداثاً” هو علي بن أبي طالب نفسه. “خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، وإنا قد أحدثنا أحداثاً” (السنة للخلال ص 587، مسند أبي يعلى 1/115، المصنف لابن أبي شيبة 15/282).

المصادر:

• صحيح البخاري.
• مسند أحمد.
• كتاب السنة لابن أبي عاصم.
• المصنف لابن أبي شيبة.
• تاريخ دمشق.
• المطالب العالية.
• تهذيب التهذيب.
• سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني.
• وغيرها من الكتب والصور المرفقة.

شاهد بلاد الالباني الاصلية وتصوفها الشيعي.