البيان التأسيسي
خلاصة الانطلاق
هذه المنصّة وُجدت لإحياء الوعي العثماني الراشدي، وتصحيح الروايات التاريخية التي شوّهها الفكر العباسي والشيعي، ولمحاربة الجاهلية الجديدة المتمثلة في الطائفية، والتكفير، والقومية العرقية. رسالتنا أن نعيد للأمة بوصلة الشورى والعدل، وأن نبني فكرًا راشدًا يربط الأصالة بالمعاصرة.
مجلة معاوية بن أبي سفيان
منبر الفكر الراشدي والمؤسسة الشورية
البيان التأسيسي
منهج المجلة في بيان الحق والتمييز بين الروايات
تقوم مجلة معاوية بن أبي سفيان على رؤية راشدة غايتها تصحيح البوصلة التاريخية والعقدية للأمة الإسلامية، وإحياء الوعي بمنهج الصحابة الكرام، بعد أن تلوث الخطاب الإسلامي الحديث بالدعاية الشيعية–العباسية–الباطنية التي حرفت الوقائع وروّجت للباطل على حساب الحقيقة.
نؤمن أن الإمام عثمان بن عفان هو الخليفة الراشد الثالث الذي قُتل مظلومًا على أيدي المنافقين المتظاهرين بالدين؛ وأن طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة كانوا على الحق في مطالبتهم بالقصاص من قتلة عثمان؛ وأن معاوية بن أبي سفيان هو الخليفة الراشد الرابع لإقامته الحكم على الشورى والسياسة الشرعية الراشدة.
أما علي بن أبي طالب فخطؤه – عندنا – لم يكن في ذاته ولا في إيمانه، بل في قبوله البيعة تحت ضغط الفتنة من غير استكمال الشورى الجامعة؛ ما أتاح تسلل القتلة إلى الصف وتعطيل إقامة القصاص في دم عثمان.
إن إحقاق الحق لا يكون إلا بالعدل والقصاص، وإن الحكم الراشد يُبنى على الشورى لا على القرابة أو العصبية أو "الدم الأزرق". وقد جسّد عثمان هذا المعنى حين رفض قتال البغاة المحاصرين للمدينة؛ مؤمنًا أن الحكم يُصان بالمبدأ لا بالدم، وأن الحرية لا تُمنح إلا في ظل العدل الإلهي.
لقد كان عثمان يعلم أن مصيره الشهادة، لكنه رفض أن ينزع القميص الذي ألبسه الله — أي الخلافة الراشدة القائمة على الشورى. وكان معاوية حين رفع قميص عثمان على منبر بيت المقدس، إنما يرفع قميص الحق الإلهي الذي أُلبس لعثمان: رمز البيعة الشرعية والعدل المهدور.
ندعو كل من يرى أن دم عثمان معيار الحق، وأن القصاص العادل أساس العدل الإلهي، وأن المنهج العثماني–المعاوي هو الطريق الراشد، إلى الالتحاق بمشروعنا في إزالة التلوث الخطابي وإحياء ميزان الشورى.
غايتنا ليست إثارة الخلاف، بل إحياء العدل في الوعي، وردّ الأمة إلى ميزان الشورى، وبناء فكر راشد يعيد الثقة بمنهج الصحابة — منهج الإسلام الحر، لا حكم الوراثة ولا العصبية ولا الكهنوت.
انطلاق منصة مجلة معاوية بن أبي سفيان
من اختراق الحساب إلى يقظة الأمة
حدث أمر لافت هو اختراق أو غلق حساب الأخ المؤثر، الرائد بتغريداته النفّاحة «عباسي سابق». والله المستعان؛ فليس هو الأول، ولن يكون الأخير. وكما قال أبو سفيان: «الحربُ سجالٌ؛ يومٌ لنا ويومٌ عليكم.» إنها معركة لا تنتهي باختراق حسابٍ أو غلق منبر، بل هي امتدادٌ لصراع الوعي والفكر بين الحق والباطل عبر العصور.
نحن أحفاد الصحابة الذين بايعوا عثمان خليفةً للمسلمين؛ وحين أشيع مقتله في مكة، أقسم النبي ﷺ وأصحابه على الثبات حتى الموت. وتذكّرنا قوله تعالى: «يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ» — لتكون شاهدًا أن قوة الله ونصرته تعلو كل قوة بشرية، وأن العهد مع الله لا يُنقض بإغلاق منصةٍ ولا يُمحى بانقطاع تغريدة.
لقد أنشأنا هذه المنصة لأن المنابر التجارية حين تُبلّغ ضدها قد تسلب الإنسان فكره وجهده ومحتواه في لحظة واحدة. أما هنا، فالمعنى قبل الوسيلة، والرسالة قبل الخوارزمية.
من الوراثة الدينية إلى الانحراف العقدي
عندما نذكر أن عليًّا كان أول من دعا إلى الوراثة في الحكم من خلال تأويله الخاص لقرابة الرسول ﷺ وتوريثه الحكم لابنه الحسن، ثم تبعه العباسيون حين خرجوا على الدولة الأموية بشعارٍ مبهم هو «الرضا من آل البيت»، فلا نقصد بذلك الوراثة السياسية فحسب، بل وراثة تُقدَّم بوصفها دينًا من عند الله، أي حقًّا مقدسًا يُلزم الأمة كما يُلزمها الوحي، لا رأيًا بشريًا يدخل في دائرة الشورى والاختيار.
محاربة جذور الإرهاب والطائفية والتكفير والقومية
من الجاهلية القديمة إلى القومية الحديثة
إننا في مجلة معاوية بن أبي سفيان نركّز على محاربة الجاهلية الحديثة التي اتخذت أشكالًا جديدة: الإرهاب، الطائفية، التكفير، والقومية. فالقومية — عربية كانت أو تركية أو بربرية — هي الوجه الجديد للعصبية الجاهلية التي حاربها الرسول ﷺ بقوله: «دعوها فإنها منتنة».
لقد تحالف العلويون الهاشميون مع بريطانيا لإسقاط الخلافة العثمانية، التي سمّاها الغرب «الرجل المريض»، فكانوا خنجرًا في خاصرة الأمة. ثم تكرّر المشهد حين تحالف بعضهم مع النازيين الألمان، فضاعت القدس وتفرّقت الأمة.
ومن رحم تلك الخيانة وُلدت القومية العربية على يد ميشال عفلق، فصارت مشروعًا لإقصاء الإسلام وتمجيد العِرق. ومن بعدها خرجت القومية التركية والكردية والحركة البربرية في شمال أفريقيا — كلها امتداد للفكر العباسي–العلوي في تمزيق الأمة واستبدال رابطة الدين برابطة الدم.
منهج المجلة واضح: محاربة الإرهاب، والطائفية، والتكفير، والقومية، فكريًا وتاريخيًا. فهذه ليست معركة سياسية، بل قضية وعي حضاري في صميم عقل الأمة.
دعوة للتواصل والانضمام
ندعو المفكرين والكتّاب والمؤثرين إلى الالتحاق بـمنبر الفكر الراشدي، والمساهمة في بناء وعي جديد يُعيد للأمة بوصلة العدل والشورى.
ولمزيد من التفصيل في الأهداف والمناهج، ستُنشر قريبًا صفحة «منهج المجلة» التي تفصّل مرتكزاتنا البحثية ومسارات العمل.