من أعجب ما اخترعه الوعي الشيعي–العباسي عبر القرون: تحميل بني أمية حديثًا لم يخرج إلا من بيتٍ هاشميٍّ صرف، وفي زمنٍ كانت فيه نار الفتنة العلوية تحرق أطراف الأمة. ثم تجدهم يرددون بلا خجل: “الهلاك الأموي”.
وهل سمع العقل أن رجلًا من بني أمية يروي حديثًا يذمّ نفسه وأهله؟ أي منطق يحتمل هذا الهراء؟
أولًا: أين هو “الهلاك الأموي” المزعوم؟
يسقطون الحديث على الأمويين بلا دليل، فنقول لهم صراحة:
- أهو الفتح الأموي الذي كسر الفرس والروم؟
- أهو نشر الإسلام من أطراف الصين حتى الأندلس؟
- أهو محاربة البدع وإخماد الفتن المجوسية؟
- أهو استقرار الدولة بعد تمزقها في عهد علي؟
هذا “هلاك”؟ أم هو إنقاذ أمة كانت على وشك التلاشي؟
ثانيًا: الحديث لا ينطبق إلا على علي وأولاده
التاريخ لا يكذب، ومن يفتحه يرى بوضوح:
- علي أول من خرج على إجماع الأمة.
- قاتل الصحابة في الجمل وصفين.
- تفجرت أكبر انقسامات الإسلام في عهده.
- ظهر الخوارج في حكمه، واغتيل في زمنه.
- ورّث الحكم لابنه الحسن، فأدخل سنة الأكاسرة إلى الإسلام.
فمن الذي أوقع بالأمة الهلاك؟ من نشر الفتن… أم من نشر الدين؟
ثالثًا: التشيع اخترق الحديث والتاريخ… لكنه اصطدم بسور القرآن
لو لم يتكفل الله بحفظ القرآن لرأينا:
- قرآنًا مطعّمًا بفضائل “الجينات العلوية الحسينية”.
- ضياع العربية تحت ضربات الفارسية والتركية.
لكن القرآن بقي سدًّا منيعًا لا يخترقه التشيع. لا تجد فيه آية واحدة تؤلّه عليًا أو تقدسه أو ترفعه فوق الصحابة.
رابعًا: علي… أول ناصبي في الإسلام!
أهل البيت بنص القرآن هنّ زوجات النبي. وعلي هو أول من قاتل إحداهن: أم المؤمنين عائشة.
من يومها بدأ تقديس “الدم الهاشمي”، وتحول الحكم إلى عصبية عائلية لا صلة لها بنظام الشورى.
خامسًا: علي أول من سنّ سُنّة الأكاسرة
حكم وراثي لابنه الحسن. مناصب موزعة لأبناء العمومة الهاشميين. دولة تُدار كأنها مزرعة بني عبد المطلب.
أليست هذه روح التشيع؟ تبدأ محبة… وتنتهي شركًا وتأليهًا.
سادسًا: صناعة “الإله العلوي”
لقد تجاوزوا به النبوة، وجعلوه أقرب إلى ألوهية صغيرة لا يعرفها الإسلام. أين ذكره القرآن؟ أين فرض الله إمامته؟ أين نصّ على “قسيم الجنة والنار”؟
كلها روايات صفوية تُصنع في غرف مظلمة… لا في نور الوحي.
سابعًا: الرد على من قال: “عند الله تجتمع الخصوم… وهو قسيم النار والجنة”
الخصومة يوم القيامة يحكم فيها الله، لا علي. ولا يوجد نبي ولا صحابي قسيم للنار والجنة. ولو كان علي كذلك لذكره القرآن باسمه كما ذكر الأنبياء.
لكن القرآن صامت… والتشيع يصرخ… والحق لا يصرخ.
ثامنًا: بني أمية… البناء بعد الخراب
- أعادوا هيكلة الدولة.
- هزموا الفرس نهائيًا.
- ثبتوا الجند والحدود.
- فتحوا الأندلس والسند.
- نشروا الإسلام شرقًا وغربًا.
أي الفريقين كان “هلاكًا”؟ وأي الفريقين كان “إنقاذًا”؟
خاتمة
التاريخ لا يُكتب بالعاطفة. وكل من رفع عليًا فوق مقام البشر خرج من الإسلام إلى دين آخر: دين دمويّ، هاشميّ، غارق في الأساطير والوراثة والأحقاد.
أما الإسلام فبسيط واضح: لا إمام إلا من اختارته الأمة، ولا جنة ولا نار إلا بحكم الله، ولا قداسة لأحد بعد رسول الله.