تساؤلات في الميزان التاريخي
أقرب الطائفتين للحق!!!!؟
في ظل السرديات التاريخية المتعددة، تبرز مفارقة تحتاج إلى تأمل عميق:
عندما يُنظر إلى بعض الصحابة والتابعين بالتقليل من شأنهم، ويُرمَون باتهامات الخروج والظلم، أم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير الذين بشرهم الرحمن بالجنة و تنبحهم الكلاب وبغاة وناكثين وظالمين. في المقابل، نجد في بعض الروايات من يمجّد شخصيات مثل مالك الأشتر وحكيم بن جبلة، ومن اشتركوا في مقتل عثمان بن عفان، حتى وصل الأمر إلى وصفهم بأن الملائكة تصلي عليهم.
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
- كونها زوجة النبي ﷺ في الدنيا والآخرة: مكانتها كزوجة للنبي ﷺ تضمن لها الجنة، لقوله تعالى: "النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" (الأحزاب: 6). وقد قال ﷺ: "أزواجي في الجنة"، وهي أفضل نساء هذه الأمة وأفقههن.
- شهادة جبريل لها: ثبت في صحيح البخاري أن جبريل عليه السلام أبلغ النبي ﷺ تحيته لعائشة، مما يدل على مكانتها العظيمة.
- مكانتها في قلب النبي ﷺ: كانت أحب الناس إلى النبي ﷺ، كما ورد في حديث عمرو بن العاص عندما سأله: "من أحب الناس إليك؟" فقال: "عائشة". وهذا دليل على فضلها ومكانتها عند الله ورسوله
طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما
في معركة أحد: كان لهما دور بطولي في الدفاع عن النبي ﷺ في معركة أحد. وقد قال النبي ﷺ عنهما: "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله". أما الزبير فقد كان حواريّ النبي ﷺ، أي ناصره الخاص، وهو ابن عمته صفية بنت عبد المطلب.
دور مالك الأشتر في أحداث الفتنة
تذكر العديد من المصادر التاريخية أن مالك بن الحارث المعروف بـ مالك الأشتر كان من أبرز قادة الثوار الذين خرجوا من الكوفة وتوجهوا إلى المدينة المنورة للمطالبة بعزل عثمان رضي الله عنه. وقد كان له دور قيادي في حصار دار عثمان، ومواجهة أنصاره.

يُعلن المعمم بأن الجهات المعنية المصرية سمحت بالبدء ببناء المرقد!! ويظهر في الصورة أعمال ترميم واضحة لاستقبال الرافضة المشركين من كل أنحاء العالم.
مالك الأشتر الذراع الأيمن لعلي بن أبي طالب ورئيس وزراء دولته؟؟ :
1- رأس خوارج الكوفة المنافقين وقاتِل سيدنا عثمان ومن أكبر المحرضين والمألبين عليه.
2- ناصبي خبيث اعتدى بالضرب على زوجتين من زوجات النبي ﷺ أهل بيته.
3- يحبونه الروافض المشركين والعوابس الكلاب ويترحمون عليه ويعتبرونه من أولياء الله الصالحين، حشرهم الله معه.
4- اقتص منه الإمام معاوية -رضي الله تعالى عنه- في عملية استخباراتية موفقة وناجحة وهو في طريقه والياً على مصر بأمر من علي بن أبي طالب.
اعتراف الخارجي مالك الأشتر بأنه من "قتَلَة" سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه :

دور حكيم بن جبلة العبدي
أما حكيم بن جبلة، فهو قائدٌ من أهل البصرة، وتذكره المصادر التاريخية كأحد قادة الثوار الذين قدموا من البصرة للمشاركة في حصار عثمان رضي الله عنه. وتذكر الروايات أنه كان على خلافٍ مع أمير البصرة قبل توجهه إلى المدينة، وأنه كان من المحرّضين على الثورة.
سبب خروجه على عثمان لأن والي البصرة ابن عامر حبسه لأنه كان لص يهجم على أهل الذمة من اليهود والنصارى فيسرق أموالهم ويفسد في الأرض فشكاه أهل الذمة للخليفة عثمان فأمر بحبسه حتى يصلح حاله

وبعد استشهاد عثمان رضي الله عنه خرج اللص المجرم حكيم بن جبلة العبدي إلى الصحابي الجليل حواري رسول الله الزبير بن العوام ووضع السيف على رقبته وأخذه لكي يبايع علي بن أبي طالب بالإكراه

فلما انتهى المجرم اللص حكيم بن جبلة من بلطجيته في المدينة المنورة وقتل الخليفة الشهيد المظلوم عثمان وأخذ البيعات بالسيف لعلي بن أبي طالب.
عاد إلى البصرة هو وجيشه بكل أمان وسلام
وبعد 4 أشهر جاءته جيوش طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة لكي تقتص منه وتقيم حد الله فيه لعنة الله عليه


إن المصادر التاريخية تجمع على أن مالك الأشتر وحكيم بن جبلة كانا ضمن جيش الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل وكان مالك الأشتر من أبرز قادته ورجاله المقربين.
أدلة على وجودهما مالك الأشتر و حكيم بن جبلة في جيش علي
- مالك الأشتر:
- كان مالك الأشتر من القادة الرئيسيين في جيش علي. وقد شهد له التاريخ بمواقفه في معارك الجمل وصفين، حيث كان أحد أبرز قواد الجيش وأكثرهم إخلاصًا وتفانياً في الدفاع عن خلافة علي.
- تصفه كتب التاريخ بأنه كان من أشد أنصار علي ومواليه، وقد ولاه علي قيادة الجيش في عدة مواقع حاسمة، مما يدل على مكانته وثقته به.
- حكيم بن جبلة:
- تذكر المصادر التاريخية أن حكيم بن جبلة قُتل في معركة الجمل، وكان يقاتل في صفوف جيش علي.
- مشاركته في هذه المعركة تؤكد انضمامه إلى جيش علي، ومقاتلته في صفه ضد من خرج عليه.
إن وجودهما في جيش علي هو حقيقة تاريخية لا خلاف عليها، وقد اعتمدهما علي ضمن قادته وأتباعه، وهو ما يظهر من خلال دورهما في معارك الجمل وصفين.
ولذلك، تفرض هذه المفارقة عدة أسئلة جوهرية:
- ما هي المعايير التي تُعتمد لتقييم المواقف التاريخية في فترة الفتنة؟
- كيف يمكن للميزان الأخلاقي أن يجمع بين ذم طرف، وإضفاء الشرعية على أعمال الطرف الآخر الذي اشترك في سفك الدم الحرام؟
- هل يمكن أن تُعدّ أفعال من قاموا بالثورة على الخليفة عثمان بن عفان، واقتحموا داره وقتلوه، جزءاً من "الحق"؟
هذه الأسئلة لا تهدف إلى إصدار أحكام، بل إلى فهم الأسباب والنتائج التي أدت إلى تلك الأحداث الدامية، وكيف يمكن للعقل أن يوازن بين الروايات المتضاربة دون الوقوع في التناقض.