‏من اختيار الصحابة ليخلف عثمان بن عفان رضي الله عنه ؟

‏من اختيار الصحابة ليخلف عثمان بن عفان رضي الله عنه ؟

اسئلة لأولى الالباب : لماذا تم الإجهاز مباشرة بعد قتل عثمان بن عفان على طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهم؟

‏في حياة عثمان بن عفان رضي الله عنه من كان المرشح لخلافته قبل أن يأتي الكلب مالك الأشتر ومحمد بن أبي بكر ويقتلوه.

على من وقع اختيار الناس ليخلف عثمان بن عفان رضي الله عنه ؟

ولاية الأمر بعد عثمان بن عفان والمرشح الطبيعي للخلافة

تمهيد : مثّل اغتيال الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه نقطة تحوّل خطيرة في التاريخ الإسلامي، إذ شكّل بداية ما عُرف بـ”الفتنة الكبرى”. ومن أبرز الأسئلة التي يثيرها هذا الحدث: من كان المرشح لخلافته في حياته؟ ولماذا تعرّض بعض كبار الصحابة كطلحة والزبير للقتل أو التصفية مباشرة بعد مقتله؟

موقف عثمان من قضية الاستخلاف

تذكر الروايات الصحيحة في صحيح البخاري أنّ عثمان رضي الله عنه أصيب قبل وفاته بسنتين بمرض “الرعاف”، حتى خشي الصحابة أن يهلك بسببه. وكانوا يدخلون عليه ويقولون: “استخلف”، أي عيّن خليفة من بعدك. فسألهم: “قالوه؟” أي هل الناس في المدينة يرددون هذا القول؟ فقيل له: نعم. فقال: “لعلهم قالوا الزبير؟” فقيل: نعم. عندها كرّر عثمان ثلاثاً:

  • “أما والله إنكم لتعلمون أنه خيركم.”
  • وأكّد: “وإنه لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.”

هذه الروايات تُظهر بوضوح أن الزبير بن العوام كان المرشح الطبيعي لخلافة عثمان رضي الله عنه، وأن المجتمع المدني آنذاك كان يميل إليه، بل إن عثمان نفسه زكّى هذا الترشيح.

مكانة الزبير بن العوام

الزبير رضي الله عنه من كبار السابقين إلى الإسلام، وهو حواري رسول الله ﷺ وأحد العشرة المبشرين بالجنة. اشتهر بالشجاعة والبأس في ميادين القتال، وكان موضع ثقة رسول الله ﷺ وصحبه الكرام. لذلك، فإن اعتباره الأجدر بالخلافة بعد عثمان يعكس مكانته الدينية والسياسية معاً.

الأحداث بعد اغتيال عثمان

غير أنّ مقتل عثمان على يد الغوغاء بقيادة بعض الخارجين مثل مالك الأشتر ومحمد بن أبي بكر غيّر مجرى الأحداث. فقد فُرضت بيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أجواء غير طبيعية، وتحت ضغط الظروف والفوضى.

هذا التحوّل المفاجئ أدى إلى:

  • استبعاد الخيار الشرعي الذي كان يميل إلى الزبير.
  • اندلاع صراعات مسلحة مثل معركة الجمل، حيث قُتل طلحة والزبير وهما يطالبان بدم عثمان.
  • بداية انقسام الأمة وظهور تيارات كالخوارج والسبئية، ثم لاحقاً الفرق الشيعية والعباسية.

خاتمة : تشير المصادر المعتبرة إلى أنّ الزبير بن العوام كان المرشح الأقوى والأنسب لخلافة عثمان رضي الله عنه، وأن ترشيحه جاء بإجماع ضمني من الصحابة وتزكية صريحة من الخليفة نفسه. لكن الاغتيال السياسي العنيف حال دون ذلك، لتدخل الأمة في مرحلة من الانقسام والفتن كان لها أثر عميق في التاريخ الإسلامي.

Subscribe to معاوية بن أبي سفيان blog

Don’t miss out on the latest issues. Sign up now to get access to the library of members-only issues.
jamie@example.com
Subscribe