التشكيك في الرواية المشهورة لمقتل علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم في الكوفة
تدور المناقشة في الفيديو بشكل أساسي حول التشكيك في الرواية المشهورة لمقتل علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم في الكوفة، وتقديم أدلة على أن مقتله الأرجح كان في ساحة الحرب (صفين).
- تحليل رواية "لو نعلم قاتلك لأبرنا عترته"
- الاستدلال على جهالة القاتل:
- يرى المتحدثون أن عبارة "لو نعلم قاتلك" (التي تكررت في الدقائق و) تشير بوضوح إلى أن قاتل علي بن أبي طالب كان مجهول الهوية بالنسبة لمن حوله.
- ويعتبرون هذا دليلاً قوياً يهدم الرواية الشائعة التي تتحدث عن ابن ملجم كقاتل معروف ومقبوض عليه، حيث أن "لو نعلم قاتلك" تعني أنه قُتل دون علم بقاتله.
- الاحتمالات المطروحة لمكان وطريقة القتل:
- الاحتمال الأول (المرجح): أنه قُتل في الحرب (في صفين)، حيث لم يُعرف قاتله في خضم المعركة. ويدعمون هذا الرأي بالقول بأن عليًا لم يعد من "صفين الثانية"، وأن الجيش عاد بدونه.
- الاحتمال الثاني: أنه قُتل غدراً أو مطعوناً في الكوفة خفياً، لكن القاتل ظل مجهولاً.
- الخلاصة: خلص المتحدث إلى أن الأرجح لديه هو أن عليًا "قُتل في الحرب أو أُقيم عليه القصاص والحد في الحرب".
عرض الرواية المصدرية: استهل أحد المتحدثين الكلام بعرض رواية من كتاب "مقتل علي بن أبي طالب" لابن عبد البر، والتي جاء فيها:
"قيل لعلي: لو نعلم قاتلك لَأَبَرْنا عترته (أي قتلناه هو وعشيرته)، فقال: به ذاكم الظلم، ولكن اقتلوه ثم أحرقوه."
- التشكيك في رواية الكوفة وقضية القبر
- حجة القبر: طرح أحد المتحدثين استدلالاً منطقياً على بطلان رواية القتل في الكوفة:
- إذا كان علي قد قُتل فعلاً في الكوفة، وهي كانت عاصمته ومركز شيعته ومحبيه، فكان من الطبيعي أن يُدفن فيها ويُعرف قبره.
- بالمقارنة، فإن قبور أبي بكر وعمر وعثمان معلومة لأنهم ماتوا بين ذويهم وأحبائهم.
- وأشار إلى أن مدينة الكوفة (البلدة القديمة) في ذلك الزمن كانت صغيرة جداً لا تتطلب أكثر من نصف ساعة لقطعها مشياً، مما يجعل إخفاء خبر مقتله أو دفنه مستحيلاً.
- نسف رواية "التعاهد الثلاثي" (ابن ملجم)
- الرواية الشائعة مقابل الرواية البديلة: قام المتحدثون بـ"هدم" الرواية الشائعة التي تقول بتعاهد ثلاثة (ابن ملجم لاغتيال علي، وآخر لعمرو بن العاص، وآخر لمعاوية) تحت أسوار الكعبة.
- الدليل الأول (تاريخ البخاري):
- عرضوا رواية من كتاب "التاريخ الأوسط" للإمام البخاري (وادّعوا صحة سندها) تفيد بأن ثلاثة أشخاص تعاقدوا على قتل معاوية وعمرو بن العاص وحبيب بن مسلمة، بعدما بويع معاوية بالخلافة، ولم يكن علي بن أبي طالب طرفاً في القصة.
- وذكروا أن أحد الثلاثة قتل حبيب بن مسلمة.
- الدليل الثاني (تاريخ الفسوي):
- عرضوا رواية ثانية من كتاب "المعرفة والتاريخ" للفسوي تؤكد أن التعاهد كان من ثلاثة من أهل العراق على قتل معاوية وعمرو بن العاص وحبيب بن مسلمة.
- وقدموا تفاصيل محاولة اغتيال معاوية: حيث خرج معاوية لصلاة الفجر، فلما سجد، انبطح أحدهم على ظهره وطعنه في "مآكمته" (مؤخرته). ثم أكمل معاوية الصلاة، وقال له الطبيب: "إن لم يكن الخنجر مسموماً فلا بأس عليك"، وتم فحص الخنجر باللحس وثبت أنه غير مسموم.
- الاستنتاج: خلصوا إلى أن القصة الأصلية كانت "عملية اغتيال من السبئية" ضد معاوية وعمرو بن العاص وحبيب بن مسلمة، وأن قصة علي وابن ملجم هي "كذبة فرية وضعوها" و**"رواية مهلهلة"** لا أساس لها.
- نقد دور ابن ملجم: تساءلوا باستغراب عن المنطق الذي يجعل ابن ملجم، وهو معلم للقرآن ومن أهل مصر، يُختار للذهاب إلى الكوفة لقتل علي، بدلاً من قتل عمرو بن العاص في مصر.
- دور الشعر والتزوير: أشاروا إلى أن القصائد والأشعار التي نُظمت عن هذه القصة (مثل قتل خارجة بدلاً من عمرو بن العاص) هي من الأبيات "الجديدة" التي وضعها ابن إسحاق، الذي كان "يستأجر الشعراء" لوضع قصائد على أي قصة يضعها في كتابه، لأن الشعر كان "ديوان العرب".
- التسلسل الزمني للوقائع وتعدد صفين
- الهدف الاستراتيجي: أكد المتحدثون أن الخطوة الأولى لهدم فكرة مقتل علي على يد ابن ملجم هي إثبات أن وقعة النهروان كانت قبل صفين (مخالفة للتسلسل المشهور: الجمل، صفين، النهروان).
- إثبات صفين I و صفين II (من تاريخ البخاري):
- استعرضوا نصًا من "التاريخ الأوسط" للبخاري يثبت أن الحرب لم تكن صفين واحدة، بل اثنتين بينهما هدنة:
- الجمل: النصف من جمادى الآخرة سنة 36 هـ.
- صفين الأولى (بداية القتال): في ذي الحجة سنة 36 هـ (آخر شهر في السنة).
- التوقف والهدنة: في شهر المحرم سنة 37 هـ (شهر الله الحرام).
- صفين الثانية (النهائية): في غرة صفر من سنة 37 هـ.
- المدة: أكد النص أن المدة بين صفين والجمل كانت خمسة أشهر.
- استعرضوا نصًا من "التاريخ الأوسط" للبخاري يثبت أن الحرب لم تكن صفين واحدة، بل اثنتين بينهما هدنة:
- حجة عمار والنهروان: استندوا إلى أن هناك حديثًا في "التاريخ الأوسط" للبخاري يشير إلى أن عليًا أرسل عماراً ليجادل ويناظر الخوارج في النهروان، واعتبروا هذا دليلاً على أن النهروان كان قبل صفين التي قُتل فيها عمار، وبالتالي ينهار التسلسل الزمني المعتاد والرواية المتفرعة عنه.
إليك المصادر والروايات التي تم ذكرها في الفيديو بالتفصيل، مرتبة كنقاط ومُدرجة تحت المصدر الذي نُسِبَت إليه:
- كتاب مقتل علي بن أبي طالب (لابن عبد البر)
الرواية المستشهد بها:
نقل المتحدثون رواية قالوا إنها وردت في هذا الكتاب، وتتعلق برد علي بن أبي طالب على من أراد قتل عشيرة قاتله:
"قيل لعلي: لو نعلم قاتلك لَأَبَرْنا عترته (أي قتلناه هو وعشيرته)، فقال: به ذاكم الظلم، ولكن اقتلوه ثم أحرقوه."
- التاريخ الأوسط (للإمام البخاري)
الروايات والأحداث المستشهد بها:
- نفي رواية تعاهد الثلاثة على قتل علي:
- نُقِلت رواية بسند (اعتبره المتحدث صحيحاً) عن الزهري تفيد بأن ثلاثة تعاقدوا على قتل: معاوية، وعمرو بن العاص، وحبيب بن مسلمة، بعدما بويع معاوية.
- تم التأكيد على أن هذه الرواية خالية تمامًا من ذكر علي بن أبي طالب أو عبد الرحمن بن ملجم كطرف في المؤامرة.
- نُقِل جزء من الرواية: "قال تعاقد ثلاثة على قتل معاوية بعدما بعدما بويع وعمرو بن العاص وحبيب ابن مسلمة فقتل حبيب فقتل وهاي التكمله مالتها..."
- إثبات تعدد وقائع صفين (صفين الأولى والثانية):
- نُقِلت رواية تؤكد أن القتال في صفين حدث على مرحلتين بفاصل زمني:
- وقعة الجمل كانت في النصف من جمادى الآخرة سنة 36هـ.
- بدء القتال في صفين كان في شهر ذي الحجة سنة 36هـ.
- توقفت الحرب (هدنة) في شهر المحرم من عام 37هـ.
- استؤنف القتال في غرة سفر من عام 37هـ (الصفين النهائية).
- نُقِلت رواية تؤكد أن القتال في صفين حدث على مرحلتين بفاصل زمني:
- إثبات إرسال عمار للنهروان قبل صفين:
- تمت الإشارة إلى وجود حديث في "التاريخ الأوسط" يفيد بأن عليًا أرسل عمار بن ياسر ليجادل ويناظر الخوارج في النهروان، وتم استخدام هذا للاستدلال على أن النهروان كان قبل مقتل عمار في صفين.
- المعرفة والتاريخ (للفسوي)
الرواية المستشهد بها (تأكيدًا لرواية البخاري):
- نُقِلت رواية عن أنس بن مالك تفيد بأن ثلاثة من أهل العراق تعاهدوا على قتل معاوية وعمرو بن العاص وحبيب بن مسلمة بعد بيعة معاوية بالخلافة.
- تم ذكر تفاصيل محاولة اغتيال معاوية في المسجد أثناء صلاة الفجر (حيث طُعِن من الخلف وهو ساجد)، وتم فحص الخنجر للتأكد من خلوه من السم.
ملاحظة إضافية: أشار المتحدثون إلى أن روايات الطبري عن طريق لوط بن يحيى (بخصوص مؤامرة الثلاثة) "محرفة" وأنها تخالف ما ورد في "التاريخ الأوسط" للبخاري.
سياسة التعليقات