مجلة معاوية بن أبي سفيان
مجلة معاوية بن أبي سفيان

الشيعة ضحايا شيوخ السنة: قراءة نقدية في تهاون الخطاب السني

تاريخ النشر: ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥
وقت القراءة: دقيقة واحدة قراءة
رئيس  تحرير مجلة معاوية أبن ابي سفيان
كاتب المقال: رئيس تحرير مجلة معاوية أبن ابي سفيان
عدد المقالات:
الشيعة ضحايا شيوخ السنة: قراءة نقدية في تهاون الخطاب السني

الشيعة ضحايا شيوخ السنة

قراءة نقدية في تهاون الخطاب السني

يعرض الفيديو المعنون «الشيعة ضحايا شيوخ السنة» أطروحةً مفادها أن عامة الشيعة لم يكونوا صُنّاع مذهبهم بقدر ما كانوا ضحايا لتردد العلماء السنة وغموضهم في بيان الحقائق العقدية. فبدل المواجهة الفكرية الصريحة، اختار كثير من الوعّاظ نهج المسايرة والتوازن الموهوم باسم "وحدة الصف"، ما سمح لتراث التشيع بالترسخ وتطبيع مفاهيمه حتى في الوسط السني.

الشيعة ضحايا شيوخ السنة (المصدر: YouTube)

أولاً: ميوعة الموقف السني

يرى المتحدث أن كثيرًا من شيوخ السنة حاولوا "الإمساك بالعصا من المنتصف" خوفًا من شق الصف، فاختاروا المهادنة بدل الحسم. بينما المذهب الشيعي قائم على وضوح الموقف في الولاء والبراء.

«أهل السنة يمسكون العصا من النصف، بينما الشيعة يتكلمون بالعقيدة بوضوح وجسارة.»

هذا التردد ـ بحسبه ـ جعل الخطاب السني متناقضًا: يرفض التشيع من جهة، ويُغذي جذوره من جهة أخرى، خصوصًا حين يردد بعض الدعاة تعظيمات لعلي وأبنائه شبيهة بخطاب الشيعة.

ثانيًا: من التشيع إلى الإلحاد

يسرد المتحدث قصص شباب شيعيين اهتدوا ثم تركوا الدين كليًا، لأنهم وجدوا أن شيوخ السنة يعظمون عليًا وأهل البيت بنفس عبارات التقديس التي فرّوا منها.

«الحق يدور مع علي حيث دار» و«الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»

حين يغيب التمييز العقدي، يرى المتحدث أن الشاب يفقد الثقة في المرجعية الدينية ويقع في الحيرة أو الإلحاد.

ثالثًا: الأسس الشيعية في روايات سنية

يدّعي المتحدث أن أصول الدين الشيعي — كالقول بإمامة علي وتكفير الخلفاء والطعن في عائشة — مأخوذة من روايات منسوبة لعلي بن أبي طالب موجودة في كتب أهل السنة، وأن العلماء سكتوا عن نقدها حفاظًا على مكانة الصحابي، فاستغلها الشيعة لتثبيت مذهبهم.

تفاصيل معمقة لحجج الفيديو

1. قضية اغتصاب الخلافة (أبو بكر وعمر)

المرجع الأساسي: حديث بيعة علي لأبي بكر بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها (صحيح البخاري رقم 4240 – كتاب المغازي).

قال علي لأبي بكر: «كنا نرى لأنفسنا حقاً في هذا الأمر، فاستبددت علينا وغصبتنا حقنا».

التفسير الشيعي: بما أن عليًا معصوم عند الشيعة، فتصريحه يُعدّ دليلًا على اغتصاب الخلافة، ما يبرر تكفير الخلفاء الأوائل.

انتقاد المتحدث: علماء السنة يقبلون الرواية ثم يبررونها بقولهم «اجتهدوا فأخطأوا»، وهو في رأيه تبريرٌ متناقض يُضعف الموقف السني ويدعم السردية الشيعية.

2. التشكيك في عائشة (حادثة الإفك)

المرجع الأساسي: حديث الإفك في صحيح البخاري رقم 2637 – كتاب الشهادات.

قال علي للنبي ﷺ: «يا رسول الله، لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تخبرك».

التفسير الشيعي: يستخدم الشيعة هذا النص لادعاء أن عليًا شكّ في براءة عائشة، ويربطونه تاريخيًا بمشاركته في موقعة الجمل ضدها.

المراجع والكتب المعتمدة

الموضوعالكتاب السني المرجعيرقم الحديث
خلاف علي حول الخلافةصحيح البخاري4240
رأي علي في عائشة (حادثة الإفك)صحيح البخاري2637

كما أشار الفيديو إلى مراجع أخرى تناولت هذه القضايا بتفصيل: تاريخ الأمم والملوك للطبري، البداية والنهاية لابن كثير، وكتب التفسير مثل جامع البيان وتفسير القرآن العظيم، إضافة إلى كتب العقيدة والفرق مثل الملل والنحل والفرق بين الفرق.

دعوة للمراجعة

يختتم المتحدث بضرورة إعادة قراءة التراث الحديثي والتاريخي بمنهج نقدي لا تقديسي، لأن الحق لا يُعرف بالأشخاص بل بالدليل. ويحمّل الخطاب السني مسؤولية غير مباشرة في بقاء الفكر الشيعي بسبب مجاملة العاطفة على حساب التحقيق العلمي.

الخلاصة: المشكلة ليست في وجود السنة أو الشيعة، بل في الفراغ المعرفي الذي صنعه التردد. فالوحدة لا تُبنى على المجاملة، والوضوح لا يعني التكفير، بل الصدق في نصرة الحق.

مجلة معاوية بن أبي سفيان

منصّة بحثية نقدية بلا مجاملات؛ نقول الأشياء كما هي ونحتكم إلى الدليل.

تحقيقات مسندة نقاش منضبط بلا تجريح خصم ‎17%‎ على السنوي