مجلة معاوية بن أبي سفيان
مجلة معاوية بن أبي سفيان

سنة ‌مرض الرعاف و الخلافة بعد عثمان رضي الله عنه

رئيس  تحرير مجلة معاوية أبن ابي سفيان
✍️ كاتب المقال:
٢١ سبتمبر ٢٠٢٥ · دقيقة واحدة
جميع المقالات ملف الكاتب

سنة الرعاف وخلافة الزبير: الحقيقة المخفية

ملخص (Abstract)

هذا المقال يتناول حدثًا محوريًا في التاريخ الإسلامي يُعرف بـ سنة ‌مرض الرعاف (31هـ)، حين أصيب الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه بمرض شديد منعه من الحج، ففتح ذلك باب النقاش بين الصحابة حول مسألة الاستخلاف.

النصوص التاريخية الموثقة – ومنها ما ورد في صحيح البخاري – تشير بوضوح إلى أن الزبير بن العوام كان الأحق بخلافة عثمان، لكن الأحداث جرت على غير ذلك، إذ أخذ علي بن أبي طالب البيعة في ظروف استثنائية تحت ضغط قتلة عثمان.

يناقش المقال كذلك ظاهرة “التابو” أو المحرمات الفكرية التي صُنعت حول شخصية علي، وكيف تحولت إلى أداة لتقديسه وإخفاء سلبياته، بحيث صار أي نقد يُعتبر طعنًا في الدين.

ثم يسرد المقال نماذج من مواقفه السلبية (التشهير بعثمان، موقفه من عائشة، نزاعه مع العباس، التحريق بالنار…) والتي تم تغييبها أو تأويلها لحماية صورة “الخليفة الراشد المعصوم”.

ويخلص التحليل إلى أن ما جرى بعد عثمان لم يكن استمرارًا للشورى الراشدة، بل انتقالًا إلى نظام الغصب بالقوة، وأن صناعة القداسة بالتابو أخطر من الكذب نفسه، لأنها تحجب الحقيقة وتكرّس الوهم عبر الأجيال.

تمهيد

من بين الأحداث المفصلية في التاريخ الإسلامي و الصفحات المسكوت عنها في تاريخ الفتنة الكبرى، ما يُعرف بـ سنة الرعاف، وهي السنة التي انتشر فيها مرض الرعاف (نزيف الأنف) بين الناس، حتى مات به كثيرون. وكان ذلك سنة 31هـ، وأصيب به الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إصابة شديدة منعته من الخروج إلى الحج.

في هذه الظروف الاستثنائية، اجتمع كبار الصحابة عند عثمان رضي الله عنه، وفتحوا معه موضوع الاستخلاف، و باب النقاش حول من يلي الحكم لو توفي أمير المؤمنين وطلبوا منه أن يوصي برجل يتولى الخلافة من بعده إن حدث له أمر. وتشاوروا مسبقًا، فاتفقوا أن المرشح الأليق هو الزبير بن العوام رضي الله عنه.

موقف الصحابة ومسألة الاستخلاف

عندما اشتد المرض بعثمان، اجتمع الصحابة وتشاوروا في مسألة الاستخلاف، فدخلوا عليه وقالوا:

  • “استخلف من بعدك”.
  • فقال: “ومن هو؟ لعلكم اخترتم الزبير”.
  • قالوا: “نعم”.

فأجابهم عثمان رضي الله عنه:

“أما والذي نفسي بيده، إنه لخيرهم ما علمت، وإنه لأحبهم إلى رسول الله ﷺ.”

وكرر عثمان شهادته في الزبير ثلاث مرات: “أما والله إنكم لتعلمون أنه خيركم.”

وهذا الحديث ثابت في صحيح البخاري (كتاب المناقب، باب مناقب الزبير بن العوام، حديث 3729)، لكنه طُمِس في السرد التاريخي الرسمي اللاحق.

بنص البخاري

إذن: الخليفة الشرعي بعد عثمان، باتفاق الصحابة وموافقة عثمان، هو الزبير بن العوام.

الخلاصة التاريخية

  • الخليفة الشرعي بعد عثمان بن عفان كان يفترض أن يكون الزبير بن العوام رضي الله عنه، بشهادة عثمان وموافقة الصحابة.
  • بعد مقتل عثمان في ظروف مأساوية، كان من المفروض أن تؤول البيعة مباشرة إلى الزبير بوصفه ولي العهد.
  • لكن المفاجأة أن علي بن أبي طالب أخذ البيعة على المنبر تحت ضغط المجرمين الذين سفكوا دم عثمان، وهو ما فتح باب الفتنة الكبرى.

الانقلاب على الشورى

لكن ما حدث عمليًا، أنه بعد مقتل عثمان، فوجئ المسلمون بخروج علي بن أبي طالب إلى المنبر يأخذ البيعة تحت ضغط سيوف قتلة عثمان والخوارج. وهذا انقلاب صريح على وصية عثمان وشورى الصحابة.

لماذا أُضيف علي إلى الشورى في الستة ؟

علي أضافه عمر مرشحًا سادسًا ليقيم الحُجّة عليه، والدليل أنه خسر المنافسة بوضوح.

  • فقد قال عبد الرحمن بن عوف: “أما بعد، يا علي، إني قد نظرت في أمر الناس، فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلا”【الطبري، 4/428】.
  • بل زاد عبد الرحمن في وضوح موقفه حين قال لعلي: «لا تجعل لنفسك عليك حق»【ابن كثير، البداية والنهاية 7/148】، وهي عبارة تحذير وتهديد مبطن، لأنه لمس من علي بوادر نية رفض نتيجة الشورى.

ومن هنا تظهر حكمة عمر الثاقبة:

  1. أدخل عليًا في الشورى لإقامة الحجة، وليُكشف موقفه أمام الجميع.
  2. أوصى أن لا يُنزع الخليفة الجديد ولاته إلا بعد مرور عام من تنصيبه، وهو ما التزم به عثمان رضي الله عنه عند اختباره.
  3. أما علي فلم يلتزم بذلك، بل بادر عند استيلائه على السلطة إلى تنحية وُلاة عثمان – ومعظمهم كانوا وُلاة عمر أيضًا – في مخالفة صريحة لوصية عمر، ونكاية في نهج عمر وعثمان معًا. والأدهى أن من بين من ولّاهم علي بعد ذلك كانوا من أقاربه ومن قتلة عثمان أنفسهم【الطبري، 4/449؛ ابن كثير 7/232】.
  4. وصية عمر كانت صريحة: من خرج من الستة ولم يرضَ بحكم الشورى يُقتل، في إشارة خاصة إلى علي، لأنه الوحيد الذي سبق أن رفض نتائجها.

شهادة عبد الرحمن بن عوف وخشيته من علي

كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رئيس لجنة الشورى التي شكلها عمر بن الخطاب لاختيار الخليفة. وقد استشار جميع أهل المدينة: رجالهم، نساءهم، صبيانهم، وحتى المسافرين العابرين. فوجد أن إجماعهم انعقد على عثمان بن عفان، ولم يُرشح أحدٌ عليًا.

قبل إعلان النتيجة، جلس عبد الرحمن مع علي ليُمهّد له بقبول الحكم أياً كان. لكن الراوي (المسور بن مخرمة – وهو ابن أخت عبد الرحمن) يروي أن عليًا خرج من عند عبد الرحمن وهو على طمع، وأن عبد الرحمن خشي منه الفتنة.

ومن فراسته وخبرته، استدعى عبد الرحمن على الفور أمراء الأجناد (القادة العسكريين) ليكونوا حاضرين وقت إعلان النتيجة. وعندما أعلن البيعة لعثمان، قال مخاطبًا عليًا:

«أما بعد، يا علي، إني قد نظرت في أمر الناس، فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلا».

هذه العبارة تحمل معنى واضحًا:

  • اقبل بالنتيجة ولا ترفض.
  • فإن فكرت بالتمرد، فالسيف حاضر وراءك، والأجناد جاهزون لحسم الموقف.

وهكذا يتضح أن عبد الرحمن بن عوف كان يعرف طبيعة علي، وخشي أن يرفض النتيجة كما فعل مع بيعة أبي بكر، فاتخذ إجراءً استباقيًا عسكريًا لضمان نجاح عملية الشورى ومنع أي فتنة.

ظاهرة “التابو والطوطم” في صناعة القداسة

من أبرز آليات تشكيل الوعي الجمعي ما يُعرف بـ التابو (المحرّمات الاجتماعية والفكرية).

  • يعرّفها علماء الاجتماع مثل إميل دوركهايم بأنها محظورات لحماية رمز أو صورة مثالية.
  • ويرى فرويد أن التابو يعمل كالطوطم: يُقدّس شخص أو فكرة ويُمنع نقدها.

وفي حالة علي بن أبي طالب، تحولت سيرته إلى موضوع محرّم:

  • كل ما يشوّه الصورة المرسومة له يُحذف أو يُؤوَّل.
  • أي انتقاد يُعتبر طعنًا في الدين.
  • وأي كشف للحقائق التاريخية يُعد “إثمًا”.

ما حصل بعد ذلك هو نشوء ما يمكن تسميته بـ ظاهرة التابو: أي صناعة محرمات تاريخية لا يُسمح بمناقشتها، بل يُفرض الصمت حولها لتكوين صورة مقدسة عن علي.

  • غُيبت قصة استخلاف الزبير، ولم تذكرها كتب المشايخ إلا لمامًا.
  • صُنع لعلي هالة من القداسة عبر أحاديث ضعيفة أو موضوعة.
  • تحولت سيرته إلى طوطم لا يجوز المساس به.

إن تغييب قصة استخلاف الزبير، رغم ورودها في أصح المصادر، دليل على أن التابو غلب على الحقيقة. وهكذا صُنعت “قداسة سياسية” لعلي، أخفت الكثير من المواقف السلبية تحت شعار “الخليفة الراشد المعصوم”.

أمثلة أخرى من مواقف علي السلبية (المطموسة تحت التابو)

  1. التشهير بعثمان في الحج: جادل عثمان مرارًا وواجهه علنًا أمام الوفود، متهمًا إياه بمخالفة سنة النبي ﷺ【الطبري، 4/401】.
  2. قبوله اتهامات في وُلاة عثمان: أيّد قول من زعموا أن ولاته لا يحسنون توزيع الخراج【ابن كثير، البداية والنهاية 7/185】.
  3. مسروقات دار عثمان: بعد مقتل عثمان تم التعتيم و من المحضورات قصة «العنزة» التي أعطاها الرسول للزبير، ثم أخذها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان؛ وبعد مقتله أُخذت المسروقات ـ ومن بينها العنزة ـ فصارت عند علي فبقيت عنده حتى طلبها عبد الله بن الزبير لاحقًا. (النص وقوع العنزة «عند آل علي» ثم طلبها عبد الله بن الزبير) 【البخاري، حديث رقم 3989】
  4. شعر للوليد بن عقبة (أخو أروى أم عثمان) يقول ـ كما ظهرت في الصورة ـ بيتًا يلمّح إلى أن «عند علي سيفه ونجائبُه» وهي دلالة شعرية على أن بعض متاع عثمان صار عند علي 【 كتاب الحماسة البصيرية 】..
  5. التحريق بالنار: أحرق جماعات من خصومه الخارجين عليه، مع أن النبي ﷺ قال: «لا يعذب بالنار إلا رب النار»【البخاري، كتاب الجهاد، رقم 2954؛ الطبري 4/468】.
  6. نزاعه مع العباس: اشتد الخلاف بينه وبين عمه حتى وصفه العباس بأنه “آثم كاذب”【ابن قتيبة، الإمامة والسياسة 1/82】.
  7. حادثة عائشة: أشار على النبي ﷺ بتطليق عائشة رضي الله عنها أثناء حادثة الإفك، قائلاً: «لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير»【البخاري، كتاب الشهادات، رقم 4141】. وظل موقفه متحفظًا حتى بعد نزول آيات البراءة.
  8. بعد ما تكلم المنافقون في الإفك قالت أم المؤمنين عائشة: (فدعا ‌رسول الله علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، فاستشارهما، فأما أسامة فأثنى ‌عليَّ خيراً، ثم قال: يا رسول الله، أهلك، ولا نعلم منهم إلا خيراً. وأما ‌علي فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك!، والنساء سواها كثير وسل الجارية..و جارية عائشة اسمها بريرة- فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‌بريرة ليسألها، قالت أم المؤمنين عائشة: فقام إليها ‌علي بن أبي طالب، ‌فضربها ضربا شديداً!!، ويقول: اصدقي رسول الله، قالت: فتقول بريرة: والله ما أعلم إلا خيراً، وما كنت أعيب ‌على ‌عائشة شيئاً . المصدر: سيرة ابن هشام (2/301)، فقه السيرة للغزالي (ص295).
    ‏قال المحقق: هذه القصة صحيحة، رواها بهذا السياق ابن إسحاق بأسانيد صحيحة عن عائشة، ومن طريقه أخرجها ابن هشام في (السيرة)؛ وهي عند البخاري: 7/ 347- 350؛ ومسلم: 8/ 113- 117 بنحو منها.
  9. قضية قاتل عمر: رفض حكم عثمان بأن يكون وليّ الدم في القصاص من المتهم بالمشاركة في قتل عمر【الطبري، 4/220】.

وضع الأحاديث في فضائل علي

  • قال الحافظ أبو يعلى الخليلي: وضعت الشيعة والرافضة في فضائل علي وأهل البيت نحو 300 ألف حديث مكذوب.
  • ومن أمثلة الأحاديث المكذوبة:
    • «من كنت مولاه فعلي مولاه» ❌
    • «حسين مني وأنا من حسين» ❌
    • «يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» ❌
    • «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» ❌
    • «كتاب الله وعترتي» ❌
    • «حديث الكساء» ❌ (رواه مسلم من طريق مصعب بن شيبة وهو ضعيف منكر الحديث).
    • «ويح عمار تقتله الفئة الباغية» ❌
    • «قتل علي لعمرو بن ود ومرحب اليهودي» ❌
    • «حديث الحوأب» ❌
    • «حديث تقاتل علي وأنت له ظالم يا ابن الزبير» ❌

كلها أكاذيب رُوجت في محافل الكوفة لخدمة أهواء سياسية ومذهبية.

أسطورة “حب علي فرض عين”

الغلاة جعلوا عليًا الصحابي الوحيد الذي زُعم أن حبه فرض عين مثل الصلاة، وأن بغضه كفر وردة:

والسؤال:

لماذا لم تُنسب هذه الفضيلة لأبي بكر وهو أفضل منه؟

✦ الواقع أن عليًا في عصره كان له محبون قلة وكارهون كثر بسبب سياساته، وقد قاتله عشرات الآلاف من الصحابة والتابعين في الجمل وصفين. لكنه لاحقًا نُفخ وصُنع له تراث أسطوري جعله قسيم الجنة والنار.

حادثة شهادة العباس

في مجلس عمر بن الخطاب، وأمام عثمان وابن عوف والزبير وسعد، جاء العباس متخاصمًا مع علي، فقال لعمر:

«يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن».

ولم يعترض أحد من الصحابة الحاضرين! لم يقولوا: “يا عباس، هذا زوج فاطمة! هذا أبو السبطين! هذا باب خيبر!”.

لو كانت تلك الأحاديث صحيحة لاحتجوا بها، لكنهم لم يفعلوا.

شهادة العلماء :

  • قال ابن تيمية في منهاج السنة: «لم يكن كذلك علي، فإن كثيرًا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويقاتلونه».
  • قال ابن سيرين: «كانوا يرون أن عامة ما يُروى في فضائل علي كذب».

قراءة نقدية

هذه المواقف ليست تفاصيل صغيرة، بل شواهد على أن عليًا لم يكن فوق النقد. غير أن التابو التاريخي فرض قاعدة واضحة:

  • كل ما يُظهر فضائله يُعلَن ويُضخَّم.
  • وكل ما يُظهر سلبياته يُطمس أو يُؤوَّل.

وهذا هو مكمن الخطورة: القداسة المصنوعة تحجب الحقيقة، وتحوّل شخصية لها ما لها وعليها ما عليها إلى “طوطم” لا يجوز المساس به.

قاعدة الإمساك

المبدأ: الإمساك عن الكلام في علي وآله، مقابل إطلاق العنان في الطعن في غيرهم.

التفسير التاريخي: هذا المبدأ تَبلور بقوة في ظل الدولة العباسية التي رفعت شعار “الرضا من آل محمد”، فجعلت عليًا وأولاده معصومين من النقد في الوعي الجمعي لحماية شرعيتها، بينما فتحت الباب واسعًا للطعن في خصومهم السياسيين (معاوية، عمرو بن العاص، عائشة، طلحة، الزبير).

النتيجة: عليّ هو الطرف الوحيد الذي انتفع من قاعدة الإمساك، إذ حُجب النقد عنه حتى في مواطن الخلاف السياسي والعسكري، بينما لُقِّب خصومه بألقاب مشينة:

    • معاوية وابن العاص = بغاة دعاة إلى جهنم.
    • عائشة = “منبوحة الكلاب القطط غفر الله لها نادمة، تبكي حتى يبتل خمارها"
    • طلحة والزبير = "ناكثين وقاسطين
    • طلحة والزبير ناكثين.
    • عثمان لا نعرف من قتله.
    • قتلة عثمان أصلاً تابوا وكانوا من خيرة العرب وشجعان.
    • علي كان ينتظر الأمور تستتب. بايعه كل الصحابة والإنس والجن والشجر والحجر إلا معاوية.
    • يزيد لا نحبه ولا نسبه.

اول من وضع هذه القاعدة هو الحسن بن محمد ابن علي بن ابي طالب و قد كان مذهبه هذا يسمى بمذهب المرجئة ، لانه يرجئ أمر المتخاصمين في تلك الحرب الى الله ولا يخوض فيه ولا يحكم من المصيب أو المخطئ. وان كان هذا الإرجاء غير إرجاء الفقهاء وغير إرجاء الزنادقة،الا ان الإسم يشملهم كلهم من باب الاشتراك اللفظي و إرجاء الفقهاء - و هو مذهب ابو حنيفة و بعض الفقهاء-وهو: إن العمل ليس من اصل الإيمان،وإن كان الله يثيب المطيع ويعاقب العاصي. أما إرجاء الزنادقة فهو أنه لا يضر مع الايمان ذنب

خاتمة

  • سنة ‌مرض الرعاف لم تكن مجرد حدث صحي، بل محطة سياسية فارقة.
  • النصوص تثبت أن الزبير بن العوام كان الأحق بالخلافة بعد عثمان.
  • موقف عبد الرحمن بن عوف من علي، وتحذيره له، دليل على توقعه رفضه لنتيجة الشورى.
  • المواقف السلبية لعلي من التشهير بعثمان إلى إحراق خصومه، ومن نزاعه مع العباس إلى موقفه من عائشة، شواهد طُمست تحت غطاء القداسة.
  • ما وقع لاحقًا كان انتقالًا من نظام الشورى إلى نظام الغصب بالقوة.
  • وظاهرة “التابو” جعلت الحقائق تُطوى في الصمت، مع أنها مثبتة في أصح المصادر
  • “قاعدة الإمساك” ليست أصلاً في التراث النبوي أو الراشدي، بل آلية سياسية عباسية لحماية صورة الإمام علي وآله.
  • انعكاس هذه القاعدة: علي هو المستفيد الوحيد من تحصين نقده، في حين سُمِح بالطعن في كل من خالفه
  • كل القواعد التي وضعوها هي من أجل أن لا يعرف الناس حقيقة علي بن أبي طالب و أولها عدالة الصحابة و الإمساك عما شجر و التساهل في أحاديث الفضائل و أخطر القواعد هي عدم الأخذ عن الروافض حتى لا يعرف الناس ماذا كان يقول علي بن أبي طالب في الكوفة.
الخلافة بعد عثمان كانت للزبير بن العوام بنصوص صحيحة، لكن علي أخذها تحت ضغط السيوف، ثم صُنعت حوله قداسة بالتابو أخفت سلبياته وطمست الحقيقة.

المصادر الحديثية والروائية

  1. البخاري، الصحيح، كتاب المناقب، باب مناقب الزبير بن العوام، حديث (3729).
  2. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 4/220، 4/401، 4/428، 4/449، 4/468.
  3. ابن كثير، البداية والنهاية، 7/148، 7/185، 7/232.
  4. البلاذري، أنساب الأشراف، 5/70.
  5. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 3/84.
  6. ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، 1/82.
  7. البخاري، الصحيح، كتاب الجهاد (حديث 2954) وكتاب الشهادات (حديث 4141).
  8. خليفة بن خياط، التاريخ.
  9. إميل دوركهايم، الأشكال الأولية للحياة الدينية.
  10. سيغموند فرويد، الطوطم والحرام.

مجلة معاوية بن أبي سفيان

منصّة بحثية نقدية بلا مجاملات؛ نقول الأشياء كما هي ونحتكم إلى الدليل.

تحقيقات مسندة نقاش منضبط بلا تجريح خصم ‎17%‎ على السنوي