موقف عثمان من قضية الاستخلاف

عثمان رضي الله عنه أصيب قبل وفاته بسنتين بمرض “الرعاف”، حتى خشي الصحابة أن يهلك بسببه. وكانوا يدخلون عليه ويقولون: “استخلف”، أي عيّن خليفة من بعدك. فسألهم: “قالوه؟” أي هل الناس في المدينة يرددون هذا القول؟ فقيل له: نعم. فقال: “لعلهم قالوا الزبير؟” فقيل: نعم. عندها كرّر عثمان ثلاثاً:
- “أما والله إنكم لتعلمون أنه خيركم.”
- وأكّد: “وإنه لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.”
فداك أبي وأمي! :
سأل رسول الله أصحابه من يستطيع أن يقوم بعملية فدائية وهي طلعة استخباراتية في عقر دار يهود بني قريظة فيأخذ أخبارهم ويرجع؟؟
فانبرى الزبير بن العوام لهذه المهمة فذهب إلى يهود قريظة ونجح في تنفيذ أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رجع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير : (فداك أبي وأمي).
سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك للزبير، لأن الزبير ضحى بنفسه وافتدى بروحه لله ورسوله فإن تم القبض عليه فهو مقتول لا محالة، ومع ذلك لم يتردد في اختراق اليهود ونجح في مهمته، ولذا افتداه النبي صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه! فما أعظمها من منقبة.
نوَد الإشارة إلى أن الشيعة العباسية يشتمون الزبير بن العوام رضي الله عنه ويصفونه بالباغي الظالم الناكث، والعياذ بالله نسأل الله السلامة