من أبي سفيان في اليرموك… إلى حكام الخليج اليوم

Boeing 747-8i To Be GIFTED To President Trump By Qatar

وقف خالد بن الوليد رضي الله عنه يسأل أبا سفيان بن حرب: “كيف أصبحت يا أبا سفيان؟

فقال:

“أصبحت أتعجّل قتال الروم، وأجيل بصري في عسكر المسلمين، وفي هذه الناحية من أرض الشام. وكنا نأتيه تجارًا في عهد قريش، لا نكاد نأمن على أنفسنا وأموالنا من سطوة الروم، فنتألف سادتهم بالهدايا والمدائح، ونحن في أنظارهم أعراب أجلاف لا يبلغ شريفنا قدر أدناهم.

ثم إذا رجعنا من عندهم إلى قومنا تنافخنا وتفاخرنا حتى تحمى أنوفنا، ومضينا في الصد عن رسول الله ﷺ حتى قاتلناه وهو يدعونا إلى الحق ويقول: اتبعوني حتى تكونوا أمة واحدة، ثم يفيء الله عليكم ملك فارس والروم.

وكنا نقول: أين نحن منهم؟ وها نحن الآن هنا، قد خشي الروم لقائنا، ونحن نستعجل لقائهم. فما أقرب اليوم من البارحة وما أبعده منه.”

عبرة التاريخ

هذا المشهد يلخص التحول:

  • من أمة ضعيفة، تشتري أمنها بالهدايا والخضوع للروم، إلى أمة أعزها الإسلام، فصارت الروم تهاب لقاءها.
  • من تجار أعراب لا وزن لهم، إلى جند موحّدين يقفون صفًا واحدًا تحت راية رسول الله ﷺ.

الواقع اليوم

لكن للأسف، ما أشبه الليلة بالبارحة:

  • اليوم، حكام الخليج يفعلون ما كان يفعله العرب في الجاهلية: يؤمِّنون على عروشهم وأموالهم بالهدايا للبيت الأبيض والمدائح للعواصم الغربية.
  • يذهبون إلى واشنطن وباريس ولندن فرادى، يحملون الصفقات، يضعون أموال الأمة واستثماراتها رهينة عند الغرب، تمامًا كما وصف أبو سفيان حال قريش قبل الإسلام.
  • وإذا عادوا من هناك، تفاخروا بين شعوبهم بالصور على السجاد الأحمر، بينما الحقيقة أنهم عبيد لسطوة الغرب.

الخاتمة

أبو سفيان فقد عينه في سبيل أن تعز الأمة وترفع رأسها.

أما حكام اليوم، فقد فقدوا وجوههم وكرامتهم في سبيل الحفاظ على الكرسي.

شتّان بين من كان يصدّ عن رسول الله ثم هداه الله فعزّ، وبين من يصدّ عن الحق عمدًا ويذلّ نفسه للباطل.

بقلم ✍️ شرارة رضا.

Subscribe to معاوية بن أبي سفيان blog

Don’t miss out on the latest issues. Sign up now to get access to the library of members-only issues.
jamie@example.com
Subscribe