أسطورة مالك الأشتر… الردّ العلمي على طرح الدكتور راغب السرجاني
هذا المقال ردّ مباشر على الطرح الذي قدّمه الدكتور راغب السرجاني حول شخصية مالك الأشتر النخعي، وهو طرحٌ يُحاول صناعة بطل من رجل كان رأس الحرابة على عثمان، والمنفّذ الأول لأخطر تمرّد في تاريخ الدولة الإسلامية، عبر لغة عاطفية تُلطّف الفتنة وتُهذّب الجريمة، بينما تهمل منهج النقد الحديثي والتاريخي.
مقدمة: لماذا نكتب؟
لأن الدكتور نفسه عرض جرائم الأشتر جميعها، ثم غلّفها بخطاب وجداني يبررها، ويحوّل رأس الفتنة إلى “قائد رباني”. هذه المقالة تفكّك منطقه نقطة نقطة، بالاقتباس المباشر من كلامه.
1 — “تاب توبة ظاهرية”… لكن الدكتور يجعلها أساس ترقية سياسية!
[03:40] قال الدكتور بنفسه:
"تاب توبة ظاهرية… ما كانتش توبة حقيقية."
إذا كانت التوبة غير حقيقية، فكيف تصبح سبباً في:
- تولية قيادة ميمنة جيش علي
- تسليمه مواقع حساسة
- منحه ولاية مصر
هذا ليس فقهاً… بل ترميم صورة رجل هدم ميزان الأمة.
2 — الدكتور يروي جرائم الأشتر… ثم لا يسمح للنتائج أن تقوده!
[04:17] قال الدكتور:
"منع سعيد بن العاص من دخول الكوفة… وأعلن العصيان المدني الواضح."
هذا ليس “اعتراضاً مدنياً”، بل أول خروج مسلح بعد عهد النبي، والبداية الحقيقية للفتنة. لكن الخطاب الوعظي يلطّف الجريمة ليحافظ على قداسة شخصية منحازة.
3 — شهادة الدكتور: الأشتر هو قائد حصار عثمان
[05:10 – 06:18] قال حرفياً:
"اجتمع مع وفود الكوفة والبصرة ومصر… وجاؤوا لحصار عثمان بن عفان… حتى وصل الأمر إلى التهديد بالقتل."
هذا إثبات مباشر بأن الأشتر رأس الحصار. لكن الدكتور بعد ذلك يقول: “كان يقصد الإصلاح”! وهذا انقلاب في المنهج.
4 — “تاب قبل المقتل بيومين”… سيناريو لا يقبله عقل ولا منهج
[09:38 – 10:16] قال الدكتور:
"وثاب قبل مقتل عثمان بيوم أو يومين."
رجل يقود تمرّداً لمدة عامين، ثم يقال إنه “تفاجأ” بالقتل قبل ٤٨ ساعة؟ هذه معالجة درامية لا تاريخية.
5 — اعتراف ذهبي: علي كان حيراناً في التعامل معه
[20:39] قال الدكتور:
"حتى علي كان محتاراً… شخصية ثقيلة وصعبة."
هذا ليس لغزاً، بل نتيجة طبيعية لرجل:
- لم يطع خليفته عثمان قط
- هرب من الشام بعد تأديب معاوية
- قاد الحصار
- أدخل الأمة في الفتنة
هذه ليست صفات “ذراع علي اليمنى”… بل رأس فتنة.
6 — “علي أراد الاستفادة منه” مقابل النصوص النبوية
[20:46] قال الدكتور:
"أراد أن يستفيد منه."
لكن الحديث الصحيح يصف أمثال الأشتر: «يقتلُكم سفهاؤكم ومنافِقوكم» فهل يصلح صاحب حرابة أن يكون مورداً “للاستفادة السياسية”؟
7 — الدكتور يبكي الأشتر… وينسى الشهيد عثمان
[20:26] نقل الدكتور كلام علي:
"على مثل مالك فلتبكِ البواكي."
أما الحقيقة: على مثل عثمان فلتبكِ البواكي. البكاء على رأس الفتنة سقوط أخلاقي ومنهجي.
8 — السقطة الكبرى: قياس علي على النبي ﷺ
[26:32 – 26:56] قال الدكتور:
"تعامل الرسول مع أبي سفيان… مثل تعامل علي مع الأشتر."
وهذا قياس باطل من أربعة وجوه:
- النبي معصوم — علي غير معصوم
- أبو سفيان لم يحاصر خليفة
- أبو سفيان خدم الدولة — والأشتر هدمها
- النبي تعامل مع عدو خارجي — وعلي مع متمرّد داخلي
هذا ليس فقهاً… بل محاولة يائسة لتلميع الأشتر.
الخلاصة
- الأشتر = رأس الحرابة على عثمان
- توبته = غير معتبرة
- تقريبه = اضطرار سياسي لا تزكية
- خطاب الدكتور = تلطيف للفتنة
- إنصاف الأمة يبدأ بإنصاف عثمان
كلمة المجلة
التاريخ لا يُجمّل بالعاطفة، ولا تُمحى الدماء بالإنشاءات الوعظية. ورأس الفتنة لا يتحول إلى “قائد رباني” بلمسة خطابية. عثمان هو الذي تبكيه البواكي… وأما قاتلوه، فالتاريخ قد حسم أمرهم.
النص الكامل للفيديو — مرجع الاقتباسات
رابط الفيديو الأصلي【 — النص الكامل للفيديو بعنوان: "ما سر تقريب علي بن أبي طالب للأشتر النخعي المتمرد على عثمان؟ | قصة خلافة علي بن أبي طالب [12]"، للاستشهاد والتوثيق】 00:00] بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، مع الحلقة الثالثة عشرة من قصة علي بن أبي طالب رضي [00:09] الله عنه. وإحنا في الحلقتين اللي فاتوا تحدثنا عن موقف مؤلم من مواقف التاريخ الإسلامي وهو موقف معركة الجمل. وذكرنا [00:20] خروج الزبير بن العوام من المعركة، وذكرنا استشهاد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه الجميع، وذكرنا سعي عائشة رضي [00:30] الله عنها لإيقاف القتال عن طريق كعب بن سور اللي هو القاضي المشهور، والذي قتل في النهاية، وكادت عائشة [00:41] نفسها أن تُقتل لأن هي أُصيب الهودج بتاعها بعدد كبير من السهام وشُجت في رأسها رضي الله عنها. وإحنا ما [00:50] ذكرناش في الحلقة الماضية كيف انتهت الأمور، يعني إلى أي شيء آلت موقِعة الجمل. الحقيقة المفروض كنا نتكلم في هذا [00:58] الموضوع في الحلقة اللي إحنا بصددها الآن، لكن أنا أرى أن أؤجل الكلام عن نهايات معركة الجمل إلى الحلقة القادمة، [01:08] والحلقة ديت أفردها للحديث عن الأشتر النخعي. الحديث عن الأشتر النخعي بنحاول نحل فيه لغز من أكبر ألغاز التاريخ الإسلامي، [01:22] مهما اتكلمنا في القضية برضه هتفضل عندك علامات تساؤل واستفهام مش واضحة. إحنا بنحاول على قد ما نقدر نحل هذا [01:31] اللغز مع بعض. كلامنا على الأشتر النخعي ماهواش استطراد بعيد عن الأحداث، لا، الحقيقة إحنا لو اتكلمنا على الأشتر النخعي [01:40] فإحنا بنتكلم عليه عشان أفهم ما هو قادم من الأحداث. تفصيلات في هذا الموضوع هتحل لنا إشكاليات كبيرة جداً جداً [01:48] في القصة: في تعامل علي بن أبي طالب مع الحدث، في تعامل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عن الجميع [01:56] مع الحدث. يعني هتبقى القضية محتاجة مننا فهم دقيق، وبالتالي الوقفة ديت وقفة أنا أراها مهمة للغاية. والحلقة ديت [02:04] من الحلقات المحورية في الحلقة في في القصة كلها على بعضها، وهتفهمنا إزاي الفقيه بيفكر، وإزاي الناس اللي عندها عاطفة [02:13] تغلب على الفقه أو تغلب على العقل بتتفكر، وده فرق ضخم جداً ومهم. [02:19] الأشتر النخعي من كبار قادة قبيلة النخع [02:25] اليمنية، والقبيلة ديت كانت من اليمن أصلاً وبعد كده قطنت في الكوفة، استقرت في الكوفة، من القبائل الكبرى المؤثرة في [02:34] المنطقة. وإحنا عارفين إن الكوفة كانت تدير شرق العالم الإسلامي، يعني تدير شمال ووسط فارس كله. فمنطقة مؤثرة للغاية مش [02:45] مسألة مدينة معينة، لا دي مدينة بتسيطر على دولة كاملة، وبالتالي السيطرة على الكوفة من الأمور المهمة جداً عند الدولة [02:54] المسلمة. [02:55] الأشتر النخعي في زمن عثمان بن عفان كان معارض ليه، ومعارض معارضة للأسف الشديد سيئة للغاية وشديدة، ودي من [03:05] أكبر سيئاته الحقيقة؛ لأن هو عثمان بن عفان مظلوم كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم، فهو كان خارج على [03:13] عثمان بن عفان وعمل له قلق مستمر لدرجة إن عثمان بن عفان نفاه من الكوفة إلى الشام عند معاوية [03:21] بن أبي سفيان رضي الله عنه. وقعد شوية في الشام، وكما يقول رواة أدبه معاوية، يعني تعامل معاه بحزم شديد. [03:30] ومعاوية سياسي من الدرجة الأولى، فسيطر على الأمور شوية كده. وأعلن الأشتر النخعي إن هو يعني تاب توبة [03:40] ظاهرية الحقيقة ما كانتش توبة حقيقية هنشوف بعد كده الأحداث. وسيدنا عثمان كان رفيق به، لما رآه إن هو [03:49] تاب قال خلاص أرجعه إلى بلده، أرجعه للكوفة مرة ثانية. رجع للكوفة، بعد ما رجع للكوفة مباشرة أظهر العداء مرة [03:57] ثانية لعثمان بن عفان، وكان والي الكوفة سعيد بن العاص الأموي كان في زيارة للمدينة المنورة، وهو راجع إلى الكوفة [04:06] من المدينة المنورة وقف له الأشتر النخعي بقبيلة النخع يمنعه من دخول الكوفة، وأعلن العصيان المدني الواضح الصريح، وده كان أول [04:17] خروج مسلح في الدولة المسلمة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وده مشهور في التاريخ بـ يوم الجرعة وقدّمنا عليه [04:25] حلقة من الحلقات ارجعوا لها بالتفصيل مهمة جداً. وطلبوا مطالب معينة قالوا إحنا مش عايزين سعيد بن العاص والي عثمان [04:34] بن عفان، وعايزين يولي علينا أبا موسى الأشعري. فعثمان بن عفان وجد الموضوع فيه اضطراب شديد، وممكن الدولة تنهار [04:45] وتنشق الكوفة بقطاعات شرق العالم الإسلامي، وده شيء خطر في هذا الوقت. فقبل عثمان بن عفان رضي الله عنه بهذا [04:54] الموضوع وولى أبا موسى الأشعري؛ لأن رجل طبعاً أبو موسى الأشعري من كبار الصحابة، فالحمد لله إنهم اختاروا شخصية مرموقة [05:02] ومقبولة، فقبل عثمان بن عفان وتولى أبو موسى الأشعري أمر الكوفة في الفترة الأخيرة من عهد عثمان بن عفان [05:10] رضي الله عنه. [05:11] الموضوع ما وقفش على كده، الأشتر النخعي بعد شوية اتفق مع المتمردين من الكوفة ومتمردين من [05:19] البصرة ومتمردين من القبائل اليمنية اللي عايشة في مصر، اجتمعوا كلهم هم الثلاث وفود من البصرة والكوفة ومصر وجاؤوا إلى [05:28] المدينة المنورة لحصار عثمان بن عفان لإرغام عثمان بن عفان على التنازل عن الخلافة، وخسارة بقى الأحداث اللي إحنا [05:37] فصلنا فيها تفصيلات كثيرة جداً جداً. الشاهد إن الأشتر النخعي في هذه اللحظة أو المرحلة كان خارجاً على عثمان [05:47] بن عفان، بل ومحاصراً لبيته، بل ومشجعاً للناس على الخروج عليهم، مش موضوع مش مكتفي بذاته بنفسه بذاته، ولكن كان [05:57] محرض للآخرين فكان موضوع خطير جداً جداً. لما وصل المدينة المنورة قعد يصعّد مع الناس لحد ما أوصلوا [06:10] عثمان بن عفان لاختيار من اثنين: يا تتنازل عن الخلافة يا يتم القتل، قُتِل عثمان بن عفان. طبعاً ده تصعيد [06:18] رهيب. يعني لحد دلوقتي إحنا بنتكلم على شخصية ظاهرة الفساد، يعني بنتكلم على شخصية متمردة خارجة على خليفة عظيم جداً [06:30] عثمان بن عفان، خليفة راشد الثالث الخلفاء الراشدين، عمل مشاكل كثيرة وعوقب عليها، وخلف في وعده ورجع ثاني للعداء [06:40] مع إنه أعلن التوبة كما يبدو ظاهرياً، وبيحرض الناس على الخروج على الحاكم بشكل مزري، وده في وجود عدد كبير [06:51] من الصحابة اللي كانوا رافضين لفعله، مش بس عثمان بن عفان عشان ما نقولش إن دي قضية شخصية، لا معظم [06:58] الصحابة أو كل الصحابة كانوا رافضين لسلوك الأشتر النخعي. [07:00] الجانب الثاني من الصورة (اللغز): [07:08] هو لغز، لغز الأشتر النخعي. إحنا لو كده الأمور لحد كده الدنيا واضحة فين اللغز؟ اللغز بقى إن علي بن [07:17] أبي طالب رضي الله عنه عندما تولى الخلافة بعد عثمان بن عفان قرّب الأشتر النخعي، قرّبه جداً لدرجة إن هو [07:26] تقدر تسميه ذراعه اليمين في المعارك المختلفة، سواء في الجمل أو في صفين بعد كده، وكان أحد مستشاريه المقربين. ومش [07:38] بس كده، ده في الآخر هيوليه مصر (هو مش هيوصل لولاية مصر لأسباب هنتكلم عليها في الحلقات، لكن هو [07:45] ولاه مصر فعلاً، ولاه مصر وهو رايح مصر ا تُقتل وهو في الطريق، لكن هو ولاه مصر). فطبعاً شيء بالنسبة لغز [07:55] محترم؛ لأن علي بن أبي طالب فوق الشبهات رضي الله عنه، فمؤكد إن هو ما عندوش أي نوع من المداراة [08:03] ولا المداهنة ولا المحاباة في غير دين الله عز وجل. ومش مسألة ضغط عليه من قبيلة النخع لكبر حجمها وجلالة [08:12] قدرها وخطورة أمرها في الكوفة وشرق العالم الإسلامي، ولكن هو بيدي له أكثر من اللي إحنا متوقعينه بكثير، وسايبه [08:22] قائد ميمنة في الجمل وبرضه من قُوَّات في موقعة صفين ثم والي على مصر. يعني موضوعات مش عادية، مش [08:32] مجرد إنه تركه، لا ده قد قرّبه وقدّمه. دي نمرة واحد، يبقى أنا ده أول جزء في اللغز. إزاي علي [08:40] بن أبي طالب رضي الله عنه يقرّب شخصية بهذا المستوى من السوء اللي إحنا شرحناه في الجزء الأول من الحلقة؟ [08:48] النقطة الثانية برضه لما تيجي تراجع تاريخ الأشتر النخعي هتلاقيه مجاهد من الدرجة الأولى، مجاهد من أيام الفتوح الإسلامية، اشترك [08:57] في موقعة اليرموك وفقد عينه في اليرموك، كان أعور بسبب اليرموك، جهاد في سبيل الله فقد عينه. كان من المقاتلين [09:05] الشرسين للغاية، من أشد المقاتلين ضراوة. فده نقطة برضه عنده تاريخ مشرف في الفتوح. [09:10] والنقطة الثالثة برضه اللي بتخلينا برضه [09:17] محتارين في القصة، إن هو ثابَ (رجع) في اللحظات الأخيرة قبل مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه. إحنا شايفينه محاصر [09:28] عثمان ومجمع الناس من الكوفة وجاي بيهم ومتمرد بشكل واضح وصريح ومهيج الناس على عثمان بن عفان، لكن هو يبدو [09:38] إنه ما كانش متوقع الموضوع هيوصل للقتل الحقيقي، يعني مجرد تهويش تخويف لعثمان بن عفان عشان يتنازل عن الخلافة، [09:48] لكن أن يصل الأمر إلى القتل المباشر لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللي هو خليفة راشد الثالث، وزوج [09:58] ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم الوحيدة تلو الأخرى، ورجل تستحي منه الملائكة، وشيخ كبير فوق 80 سنة. عوامل كثير [10:07] مع بعضها خلته في الآخر "إيه اللي بيحصل ده؟" فجأة كده سبحان الله قبل مقتل عثمان بيوم أو يومين أو [10:16] ثلاثة قليل جداً من الوقت قبل المقتل ثابَ (رجع) بشدة وقال: "اللي بيحصل ده مش مظبوط، غلط، لا أنا ماليش دعوة بالموضوع [10:25] ده"، واعتذر عما فعل وبدأ ياخد رد فعل عكسي، بدأ ياخد موقف يدافع فيه عن عثمان بن عفان رضي الله [10:37] عنه وأرضاه في آخر أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه لدرجة إن هو عمل الموقف اللي هكلمكم عليه ده. [10:45] بيحكي لنا الموقف ده علقمة بن قيس النخعي. علقمة بن قيس ده من كرام التابعين، شخصية برضه فوق الشبهات، من [10:52] أكبر وأعظم تلامذة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم. علقمة بن قيس بيحكي بيقول: "قلت للأشتر" (هو من نفس [11:00] قبيلته على فكرة، هو نخعي أيضاً علقمة ابن قيس) فبيحكي للأشتر، الأشتر من نفس قبيلته قريب منه. قلت للأشتر بعد [11:10] الأحداث، بعد الفتنة وبعد الجمل، يعني وهم قاعدين مع بعض في لحظة هادئة كده بيتكلموا، بيخاطبوا: "لقد كنت كارهاً [11:18] ليوم الدار" (يوم الدار اللي هو يوم قُتل فيه عثمان بيسموه يوم الدار دار عثمان يعني)، "لقد كنت" بيخاطب الأشتر [11:27] "أنت يا أشتر كنت كارهاً ليوم الدار فكيف رجعت عن رأيك؟" يعني أنت أنا شايفك في الأحداث بعد كده لما [11:37] سمعنا القصة إن أنت كنت كارهاً للحصار ده، إزاي أنت كاره ليه وأنت أصلاً جاي مهيج الناس عليه؟ إيه إيه [11:44] التحول اللي حصل ده؟ التحول الفجائي ده سببه إيه أو أنت عملت إيه؟ فقال: "أجل والله إن كنت لكارهاً ليوم [11:54] الدار، أنا فعلاً حزين جداً للي حصل في يوم الدار ده، في يوم مقتل عثمان. ولقد جئت بأم حبيبة بنت [12:03] أبي سفيان رضي الله عنهما لأدخلها الدار". وخلي بالك ليه بيذكر أمر أم حبيبة تحديداً؟ لأن هو نفسه (لو أنتم [12:12] تراجعوا الحلقات) كان منع بغلة أم حبيبة من الدخول على دار عثمان بن عفان وضربها، وكادت أم حبيبة أن تقع [12:22] من فوق البغلة. شوف قد إيه كان في درجة من الشر. بعد كده لما ثابَ وغير رأيه لما شاف الأحداث [12:29] حصلت، راح يجيب أم حبيبة ثاني اللي هو كان منعها من الدخول عشان يدخلها كما كانت تريد أن تدخل على [12:36] عثمان بن عفان (طبعاً أم حبيبة كانت داخلة على عثمان بن عفان عشان تعطي له الماء والغذاء؛ لأنهم كانوا [12:42] محاصرين المكان). "ولقد جئت بأم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما لأدخلها الدار. وأردت أن أخرج عثمان في هودج، [12:53] ده أنا كمان فكرت في أبعد من كده، مش بس أدخل له إعانة، ده أنا أهربّه من هذا الحصار، أخرجه في هودج [13:00] وأحميه لحد ما يخرج. فابوا أن يدعوني". هم الناس بقى اللي كانوا تبعوه رفضوا ساعتها، وقت الفتنة ما بتلاقيش بقى [13:09] للأكابر صوت، ما بتلاقيش للمحركين صوت، بتلاقي الغوغاء والدهماء وكله اتكلم مع بعضه، فالناس هاجت اللي هم المتمردين ورفضوا قالوا: [13:20] "مالنا ولك يا أشتر! إزاي كنت بتشجعنا نيجي ودلوقتي بتمنعنا؟ لا إحنا مش هنمشي". "ولكني" هو بيفسر له ليه [13:28] بيقاتل دلوقتي مع علي بن أبي طالب "ولكني رأيت طلحة والزبير والقوم بايعوا علياً طائعين غير مكرهين ثم نكثوا [13:39] عليه". فعشان كده أنا بحارب دلوقتي. يبقى هو الآن هو بيحارب من منطلق سليم، اللي هو منطلق نصرة علي بن [13:48] أبي طالب ليه؟ لأن طلحة والزبير بايعا طائعين غير مكرهين والقوم كذلك بايعوه طائعون غير مكرهين والآن يقاتلونه والآن يخالفون [14:01] رأيه والآن يخرجون عن طاعته ف أنا أنصر علياً عليهم لأنهم خرجوا عليه. فدلوقتي منطقه سليم في الحرب وبيفسر لنا إيه [14:11] اللحظات النفسية والصراع الداخلي اللي كان عنده في حصار عثمان بن عفان رضي الله عنه. [14:18] إحنا دلوقتي قدام شخصية ذات [14:21] مكانة، ذات بأس شديد، ذات قيادة، عنده كاريزما عالية جداً، لكنه في مرحلة من مراحل حياته (اللي هي تعتبر السنوات [14:31] الثلاثة الأخيرة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه) رأى رأياً فاسداً عن قلة علم، نقول إن هو كان [14:38] علمه قليل الشرعي، وبالتالي ظن فيما يظن إنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فخرج على عثمان بن عفان، ده خروج [14:48] غير شرعي غير سليم. لو عنده علم شرعي ما يعملش كده. كبار الصحابة مهما اختلفوا مع عثمان بن عفان ما [14:54] يخرجوش عليه، لكن هو ما عندوش علم شرعي. هو عمل هذه الخروج أو هذه الحركة اللي هي أدت إلى هذه [15:02] التداعيات الخطيرة. في لحظة من اللحظات أدرك إنه على غير الصواب من الشريعة، وبالتالي رجع، وده برضه دلالة على نوع [15:13] من الإخلاص في قلبه أو نوع من الارتداع بقول الله وقول رسوله إذا تبين له، هو في الأول ما كانش [15:21] متبين للأمر ودلوقتي رجع للموضوع، وبالتالي قاتل مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه. [15:29] يبقى علي بن أبي [15:29] طالب في هذا الموقف شاهد الأشتر النخعي. خلي بالك علي بن أبي طالب في الحدث، إحنا دلوقتي بنتكلم بالروايات اللي [15:39] في إيدينا، لكن الروايات لا تقص كل شيء، وليست ليست كلها صحيحة. في روايات مدسوسة ومكذوبة وباطلة، وفي روايات قيلت [15:49] بأهواء معينة، لكن علي بن أبي طالب مش بيقرأ روايات، ده عايش في الحدث. ورأى بأم عينيه الأشتر النخعي وقدر [15:59] موقفه. وعلي مش شخصية سهلة، شخصية عميقة للغاية، يعني مش إنسان عادي، إنسان أصلاً الرسول صلى الله عليه وسلم قال [16:07] إنه أقضى الصحابة، يعني أعرفهم بالقضاء، أكثرهم قدرة على الحكم، حكم على الناس. وفي أحاديث كثيرة جداً جداً في مدح [16:16] علي إيماناً وعلماً، فعنده قدرات خارقة. فهو رأى الأشتر النخعي وعرف إن هو في مرحلة من مراحل حياته غلط وغلط [16:28] غلط كبير. لكن مهما كانت الأخطاء كبيرة، حتى لو خرج من دين الله عز وجل وعاد إلى دين الله عز [16:36] وجل، فإن الله يقبله والمسلمين بيقبلوه في هذا الموقف؛ لأنه هو خلاص ثابَ وتاب، تاب من ذنبه، مابقاش أنا بقى [16:44] عدو له وأعين عليه الشيطان فقربه. [16:47] حاجة ثانية: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما يقدرش يهمل أمره [16:53] في هذا التوقيت. ما يقولش والله يعني شخصية يعني تابت الحمد لله وكويسة بس مش هستعين بيها. لا، هو شخصية [17:01] ذات ثقل في هذه الأجواء المضطربة، له دور كبير جداً. ف أنا أنا لو ما استعنتش به في هذه الظروف ممكن [17:09] الأمة الإسلامية تتأثر فاستعان به وولاه وقربه وقدّمه؛ عشان هو وراه قوم، هو شايفه صار مطمئناً إليه، وبالتالي أنا عايز [17:21] أستفيد منه بقى في هذا الحدث. [17:24] في أيام الردة عشان أحكي لكم موقف بعيد عن عن القصة لكن تفهموا طريقة [17:29] التفكير عند القادة وعند الفقهاء وعند الناس اللي عندهم علم شرعي وفي نفس الوقت علم واقعي. في الردة لما حصلت [17:40] الردة وانتهت الردة في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه حصلت بعد الردة على طول الفتوح الإسلامية. الفتوح الإسلامية [17:49] أبو بكر الصديق رفض أن يستعين بالمرتدين اللي عادوا للإسلام ليه؟ مش مطمئن ليهم، مش مطمئن جايز يرجع في أي [17:58] لحظة من اللحظات إلى الردة، وبالتالي منع استخدامهم في الفتوح الإسلامية. لما جه عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه [18:07] وزادت الفتوح واتسعت، وبقت في عندنا فتوح في فارس وفتوح في الشام وفتوح في مصر وشمال أفريقيا، الدنيا بقت واسعة [18:15] جداً، احتاج عمر إلى الناس، احتاج إلى عدد من الناس. ساعتها قرر أن يستفيد بالمرتدين الذين عادوا إلى الإسلام وقال: [18:26] دي كانت مرحلة معينة في عهد أبو بكر الصديق، وإحنا عندنا مرحلة ثانية دلوقتي محتاجين فيها الناس دي، ما أقدرش [18:31] أنا أقول إيه؟ بناقصهم، بلاشهم. لا أنا محتاجهم فاستخدمهم. علي بن أبي طالب في هذا الموقف رأى إنه محتاج لقبيلة [18:39] النخع ومحتاج للأشتر النخعي ككاريزما وكقيادة وكقوة، وهو في نفس الوقت مطمئن إلى توبته ف جابه ولاّه وأعطاه هذه المناصب. [18:51] ومع ذلك الأشتر النخعي ما كانش شخصية مريحة في قيادته؛ لأن هو زي ما أنتم شايفين طبعاً واضح إن هو [18:57] عنده عقلية بتمشيه بإرادته هو، مش سهل القيادة، مش سهل الانصياع لرأي علي بن أبي طالب. عشان كده في قصة [19:08] علي بن أبي طالب مع الأشتر النخعي كثير هنلاقي من مواقف من علي بن أبي طالب كاره فيها لسلوك الأشتر [19:16] النخعي، مش عاجبه هذا الموضوع. كما يروي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: "كان علي [19:23] بن أبي طالب رضي الله عنه غاضب على الأشتر". فهو مرات كان بيعمل بيعمل كده، وفي أيام كثير كان بيقطعه، [19:36] قلاه واستثقله في بعض الروايات، يعني هو ما هواش مستريح قوي للعلاقة مع شخصية الأشتر اللي عايز يكون له انفرادية [19:46] إلى حد ما في الرأي. لكن علي بن أبي طالب كان بيديره بقدر ما يستطيع من الإدارة. ولما مات الأشتر [19:53] النخعي (زي ما هنيجي بعد كده في التفصيلات في القصة قُتل) حزن عليه علي بن أبي طالب لحد آخر [20:01] لحظة يعني من عمر الأشتر النخعي. حزن عليه لما جاء نعيه إلى علي بن أبي طالب قال: "إنا لله [20:09] وإنا إليه راجعون. يعني مالك وما مالك، وكل هالك. وهل موجود مثل ذلك؟ لو كان من حديد لكان [20:20] قيداً" (يعني ما هو كان ميداني، هو كان صعب) ومع ذلك "أو كان من حجر لكان صلداً، ما حدش يقدر [20:27] يكسره، صلد للغاية. على مثل مالك فلتبكِ البواكي". يعني من حزنه على مالك، هو ده اللي المفروض النساء لما تيجي [20:37] تبكي تبكي على مثل هذا الرجل. [20:39] فهو حتى علي بن أبي طالب عنده حيرة في التعامل معاه. في شخصية ثقيلة [20:46] وصعبة في الإدارة، في نفس الوقت شخصية مهمة جداً في الجيش الإسلامي وفي الدولة الإسلامية، عايز يستفيد منه من غير [20:53] ما يتعرض لمشاكله. موازنات صعبة جداً جداً في حياة علي، لكن ده جزء من شخصية الأشتر النخعي. هذه التزكية من [21:00] علي بن أبي طالب جعلت علماء السيرة والسنة النبوية يقبلون رواية الأشتر النخعي، ماهوش مطعون فيه على فكرة، ماهوش مجروح. [21:10] لا، في علماء السنة بياخدوا الحديث اللي رواه الأشتر النخعي، معنى كده إن مطمئنين تماماً إلى إخلاصه وعدم كذبه، ما [21:18] بيكدبش الراجل ده، اللي عنده بيقوله، وبالتالي أنا أطمئن إلى رواية الحديث النبوي عن طريقه من رواية النسائي ومن رواية [21:27] الإمام أحمد بن حنبل ومن رواة الطبراني وغيره من رواة السنن. [21:30] الذهبي بيقول عنه إيه؟ بيقول عنه ملك العرب، الأشتر [21:35] النخعي، ملك العرب، أحد الأشراف والأبطال المذكورين، حدث عن عمر بن الخطاب وحدث عن خالد بن الوليد وفُقئت عينه [21:44] يوم اليرموك، وكان شهماً مطاعاً. ثم يقول: وكان زَعِراً (يعني إيه زَعِراً؟ يعني شرس الخُلق، يعني سيء الخُلق، إدارته صعبة). [21:54] في عُنف فيه. فهو متوازن برضه، الذهبي بيقول إن هو في محاسن لكن في مساوئ، في مشاكل، قلب على عثمان [22:03] وقاتله، وكان ذا فصاحة وبلاغة. ما تقرأ تحتار هو كويس ولا هو وحش؟ شخصية. بس إحنا عندنا تزكية علي بن [22:12] أبي طالب اللي هو مش كان مجرد بيزكي واحد عايش في دولة ثانية أو في إقليم من أقاليم الأمة الإسلامية، [22:18] لا ده كان ملاصق إليه ومصاحب إليه في كل معاركه وفي كل خطواته، فهو أدرى الناس به علي بن أبي [22:24] طالب رضي الله عنه. [22:26] أنا شايف إن عيب الأشتر النخعي الرئيسي حب الرئاسة، كان عنده حب رئاسة وده كان بيوجهه، [22:32] يعني لازم القيادة لازم الإدارة لازم يكون الأمر من من رأسه. وده اللي خلاه يقع في هذه المشاكل. ومع [22:39] ذلك حب الرئاسة ده ما دفعوش للكذب، وده اللي خلى علماء السنة زي ما قلنا وعلي بن أبي طالب رضي [22:44] الله عنه يثقون في قدراته. [22:47] أنا أختم الحلقة بحاجة غريبة جداً، عمر بن الخطاب رضي الله عنه. عمر بن الخطاب [22:53] والأشتر النخعي، هو أصلاً عمر بن الخطاب مات من سنين لكن سبحان الله، يرى بنور الله عز [23:02] وجل عمر بن الخطاب. عمر بن الخطاب كان موجود في أمره، وكان في إمارة المؤمنين. وأول مرة يجي بقى [23:11] الأشتر النخعي إلى المدينة المنورة في عهد عمر بن الخطاب، جاي مع وفد من قبيلة النخع يزور عمر بن الخطاب، [23:20] فدخلوا عليه. شوف بقى رأي عمر بن الخطاب في الأشتر النخعي وأول مرة يشوفه. [23:25] يحكي عبد الله بن سلمة قال: [23:29] "دخلنا على عمر معاشر مذحج" (مذحج اللي هو فرع من النخع اللي منه الأشتر النخعي) "وكنت من أقرب من أقربهم [23:38] منه مجلساً" (عبد الله بن سلمة بيحكي إن أنا كنت قريب جداً من عمر بن الخطاب، فجعل عمر، هو قاعد [23:44] جنب عمر ليه بيقول الجملة دي؟ عشان يقول لك أنا ملاحظ نظرات عمر صح، أنا مش قاعد بعيد فمش واخد [23:51] بالي أنا قاعد جنب عمر أقربهم مجلساً إلى عمر). فشايف عمر بينظر إلى الوفد نظرات ريبة. عمر بن الخطاب يعني [24:00] يرى بنور الله زي ما قلنا. "فجعل عمر ينظر إلى الأشتر ويصرف نظره"، أهو يعني يبص للأشتر ويرجع ثاني يبص [24:07] بعيد ويرجع ثاني يبص للأشتر ويرجع يبص بعيد، محتار في أمر الراجل ده. وماتكلمش ولا كلمة، الأشتر ما قالش ولا [24:16] جملة لحد دلوقتي لكن هو بينظر له نظرات كده غريبة. "فقال" بيسأل بقى عبد الله بن سلمة "أمنكم هذا؟" هو [24:27] الراجل الأشتر ده داخل معاكم منكم ولا داخل مع الوفد كده؟ "قلت نعم يا أمير المؤمنين. قال: ما له قاتله [24:37] الله، كفى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم شره! والله إني لأحسب" كلام عمر "والله إني لأحسب أن للناس [24:48] منه يوماً عصيباً". بس خلص الموقف. إيه ده؟ من قبل الحدث ما يحصل بـ 20 سنة. الموقف ده قبل قصة [25:00] الأشتر النخعي بـ 20 سنة. ومع ذلك زي ما أنتم شايفين كده القصة يرى بنور الله عز وجل. [25:07] يقول رسولنا [25:09] صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل"، ثم قرأ "إن في ذلك لآيات للمتوسمين" [25:22] متوسمين يعني المتفرسين اللي بيقدر يقرأ المستقبل من غير ما يكون يعرف الغيب بالفراسة بنور الله عز وجل، كما فعل [25:32] عمر بن الخطاب رضي الله وأرضاه في هذا الموقف. طبعاً المواقف اللي زي كده من عمر بن الخطاب كثيرة، ده [25:37] مش موضوعنا النهارده نتكلم عن عمر بن الخطاب لكن إحنا ذكرنا قصة لعلاقتها بالأشتر النخعي. [25:41] هذا شيء من لغز الأشتر [25:44] النخعي. أنا بقول الكلام ده كله عشان بيني وبينك كده تبقى عاذر معاوية بن أبي سفيان شوية رضي الله عنه [25:52] لما يجي يقاتل بعد كده علي بن أبي طالب ويلاقي إن الأشتر النخعي في جيش علي بن أبي طالب، وهو [25:57] اللي كان مَقْلَب على عثمان بن عفان سنتين ومحاصره لحد آخر أيامه، وحتى لو كان تاب في الآخر، فهو اللي [26:04] جايب كل أهل الكوفة حوالين بيت عثمان بن عفان. فتعرف إن إزاي أقاتل؟ يعني إزاي أنا مع كل اللي عمله [26:13] ده أحطه في الميمنة بتاعتي أو أقدمه أو أُوَلّيه مصر؟ فبيبقى لغز مش عارفين يحلوه. علي بن أبي طالب عرف يحله؛ [26:23] لأن علي بن أبي طالب فقيه وقائد، مش مجرد مسلم أصاحبه ولا ما أصاحبوش. الأشتر النخعي ده قائد دولة، لازم يتفرق [26:32] يتصرف بالطريقة دي. الرسول صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة أعطى أبا سفيان مع إن أبو سفيان كان مسلم [26:39] بالعافية، ما كانش عايز يسلم ومتردد جداً في الإسلام. لما أسلم الرسول عليه السلام أعطى له ك الكثير وأعطى أعطى لأولاده [26:47] وأعطى لقادة مكة؛ لأنه هو قائد وفقيه بيتعامل مع الظاهر، مالوش دعوة بالبواطن اللي في داخل الإنسان. وفي نفس الوقت [26:56] هو بيدير دولة محتاج الدولة دي تستقر على قواعد معينة مش مجرد العاطفة اللي بتحكمني. [27:02] دي طرف أو دي أجزاء [27:05] من لغز الأشتر النخعي. أنا عارف بعد كل اللي أنا قلته ده هيتفضل في تساؤلات مالهاش إجابة عند كل واحد [27:11] فيكم، لكن هي دي طبيعة الفتنة وطبيعة التاريخ اللي يكون فيه أمور كثيرة ملخبطة. إن شاء الله في الحلقة القادمة [27:19] نتكلم على نهايات معركة الجمل، وعلى محمد بن أبي بكر اللي هو له مواقف شبيهة جداً جداً بقصة الأشتر النخعي، [27:28] محتاجين نعرفها برضه بالتفصيل. جزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.