الرواة الشيعة الذين روى لهم البخاري ومسلم
مقدمة تحريرية
تقدّم مجلة «معاوية بن أبي سفيان» هذا البحث الموسوعي الضخم الذي يجمع تراجم ثمانية عشر راوياً شيعياً ممّن أخرج لهم الشيخان البخاري ومسلم أو أحدهما، سواء في الأصول أو المتابعات. هذا الملفّ ليس دفاعاً عن أحد، ولا طعناً في أحد، بل هو تعرية علمية دقيقة لواحدة من أكثر القضايا المُغيّبة في الوعي الحديث: كيف تسلّل الغلوّ والتشيّع المبكر إلى بعض طبقات الرواة، وكيف تعامل معه كبار النقاد من أئمة الحديث.
وسوف تُطلق المجلة قريباً صفحة موسوعية كاملة (قاعدة بيانات) لهذه التراجم مع توثيق إضافي ومرجعيات موسّعة.
فهرس المحتويات
- 1 — عبد الملك بن أعين الكوفي
- 2 — عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني
- 3 — عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري
- 4 — فطر بن خليفة المخزومي
- 5 — هارون بن سعد العجلي
- 6 — سليمان بن قرم التميمي الضبي
- 7 — عمرو بن حماد بن طلحة القنّاد
- 8 — جعفر بن سليمان الضبعي
- 9 — بكير بن عبد الله الطائي الطويل
- 10 — عبد الله بن عبد القدوس التميمي
- 11 — خالد بن مخلد القطواني
- 12 — عبيد الله بن موسى العبسي
- 13 — أبان بن تغلب الربيعي
- 14 — عدي بن ثابت الأنصاري
- 15 — محمد بن فضيل الضبي
- 16 — إسماعيل بن عبد الرحمن السدي
- 17 — علي بن الجعد الجوهري
- 18 — سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني القاضي
1 — عبد الملك بن أعين الكوفِي (من رؤوس التشيع الأوائل، وأخبث إخوة آل أعين قولاً)
الاسم الكامل: عبد الملك بن أعين الكوفي، مولى بني شيبان.
إخوته: بلال – حمران – زرارة – عبد الأعلى (وكلهم من كبار رؤوس التشيع).
الطبقة: السادسة – من الذين عاصروا صغار التابعين.
من روى له: البخاري، مسلم، الترمذي، النسائي، أبو داود، ابن ماجه (خ م د ت س ق).
حكم ابن حجر: صدوق شيعي.
حكم الذهبي: صدوق شيعي.
الخلاصة: روى له الجماعة، وما أخرجه البخاري ومسلم عنه جاء مقروناً بغيره، مما يكشف أن الأئمة كانوا يستفيدون منه من جهة الحفظ، مع التحفظ الشديد تجاه بدعته الثقيلة وهواه المنحرف تجاه الصحابة.
2 — عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني، أبو سعيد الكوفي (رافضي جلد، داعية، ومع ذلك روى له البخاري)
الاسم: عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني، أبو سعيد الكوفي.
الطبقة: العاشرة — من كبار الآخذين عن تبع الأتباع.
الوفاة: 250 هـ.
من روى له: البخاري، الترمذي، ابن ماجه (خ ت ق).
حكم ابن حجر: صدوق رافضي.
حكم الذهبي: وثقه أبو حاتم، شيعي جلد.
الخلاصة والتحرير: عباد بن يعقوب أحد أخطر الرواة الذين دخلوا دائرة الصحيح، لأنه — بخلاف غيره من الشيعة — كان داعيةً معلناً لرفضه، ومع ذلك روى له البخاري حديثاً مقروناً، مما يعكس اضطرار المحدثين أحياناً للاعتماد على رواة أهل البدع متّى لم يتهموا بالكذب في النقل رغم فساد مذهبهم.
3 — عوف بن أبي جميلة العَبْدِي الهَجَري، أبو سهل البصري (الثقة الذي اجتمع فيه بدعتان: التشيع والقدر)
الاسم: عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري، أبو سهل البصري، المعروف بـ«الأعرابي» — وليس بأعرابي في الأصل.
من روى له: البخاري، مسلم، أصحاب السنن الستة جميعاً (خ م د ت س ق).
حكم ابن حجر: ثقة، رُمي بالقدر وبالتشيع.
حكم الذهبي: قال النسائي: «ثقة ثبت».
الخلاصة والتحرير:
عوف بن أبي جميلة من أعجب النماذج في الرواة؛
فهو عند كبار النقاد «ثقة ثبت»، ومع ذلك اجتمع فيه بدعتان خطيرتان:
— التشيع
— والقدر
مما جعل موقف العلماء منه مركباً:
توثيق في الضبط، وتشديد في باب العقيدة.
ورغم ذلك خرّج له البخاري ومسلم في الأصول مباشرة،
لا في المتابعات فقط،
وهذا وحده يكشف حجم تأثير التشيع العقدي والقدري في بيئة البصرة والكوفة،
ومدى اضطرار المحدثين أحياناً إلى الرواية عن أهل الهوى متى كانوا أهل ضبط.
4 — فِطْر بن خليفة القرشي المخزومي، أبو بكر الكوفي الحناط (شيعيٌّ جلد، خشبيٌّ مفرِط، ومع ذلك روى له البخاري)
الاسم الكامل: فِطْر بن خليفة القرشي المخزومي، أبو بكر الكوفي، الحناط، مولى عمرو بن حريث.
من روى له: البخاري، الترمذي، أبو داود، النسائي، ابن ماجه (خ د ت س ق).
حكم ابن حجر: صدوق، رُمي بالتشيع.
حكم الذهبي: وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وقال: «شيعي جلد».
أقول: كلمة أحمد بن حنبل «خشبي» من أخطر الأوصاف، فالخشبية **فرقة رافضية معروفة**، تميل إلى الغلو في علي، وتتّهم الصحابة وتبالغ في تعظيم آل البيت. وفِطْر بن خليفة من «الشيعة الجلد»، وله إزراء ظاهر على عثمان بن عفان كما شهد قطبة بن العلاء، ومع ذلك خرج له البخاري مقروناً بغيره، وخرجت له بقية الكتب الستة — عدا مسلم — مما يعكس ازدواجيةً دقيقة بين **التحفّظ العقدي** و**الاستفادة من ضبطه في الرواية**. إن وجود راوٍ «خشبي» في الصحيحين يكشف مدى تغلغل المدارس الكوفية ذات النزعات الشيعية في طبقات الرواية المبكرة، وكيف كان النقاد يفرّقون بين **صدق الراوي في الحديث** وبين **غلوّه العقدي**.
4 — فِطْر بن خليفة القرشي المخزومي، أبو بكر الكوفي الحناط (شيعيٌّ جلد، خشبيٌّ مفرِط، ومع ذلك روى له البخاري)
الاسم الكامل: فِطْر بن خليفة القرشي المخزومي، أبو بكر الكوفي، الحناط، مولى عمرو بن حريث.
من روى له: البخاري، الترمذي، أبو داود، النسائي، ابن ماجه (خ د ت س ق).
حكم ابن حجر: صدوق، رُمي بالتشيع.
حكم الذهبي: وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وقال: «شيعي جلد».
أقول: كلمة أحمد بن حنبل «خشبي» من أخطر الأوصاف، فالخشبية **فرقة رافضية معروفة**، تميل إلى الغلو في علي، وتتّهم الصحابة وتبالغ في تعظيم آل البيت. وفِطْر بن خليفة من «الشيعة الجلد»، وله إزراء ظاهر على عثمان بن عفان كما شهد قطبة بن العلاء، ومع ذلك خرج له البخاري مقروناً بغيره، وخرجت له بقية الكتب الستة — عدا مسلم — مما يعكس ازدواجيةً دقيقة بين **التحفّظ العقدي** و**الاستفادة من ضبطه في الرواية**. إن وجود راوٍ «خشبي» في الصحيحين يكشف مدى تغلغل المدارس الكوفية ذات النزعات الشيعية في طبقات الرواية المبكرة، وكيف كان النقاد يفرّقون بين **صدق الراوي في الحديث** وبين **غلوّه العقدي**.
5 — هارون بن سعد العَجْلِي (ويقال الجُعْفِي)، الكوفي الأعور (غَالٍ في الرَّفْض، ومع ذلك روى له مسلم في صحيحه)
الاسم: هارون بن سعد العجلي، ويقال الجعفي، الكوفي، الأعور.
الطبقة: السابعة — من كبار أتباع التابعين.
الوفاة: غير محددة بدقة في المصادر المتداولة.
من روى له: الإمام مسلم فقط (م).
حكم ابن حجر: «صدوق، رمي بالرفض، ويقال: رجع عنه» — بصيغة تمريض.
حكم الذهبي: «صدوق».
التحليل والتحرير:
قضية «رجوعه عن الرفض» التي أشار إليها بعضهم ضعيفة جداً،
ولهذا عبّر عنها ابن حجر بصيغة التمريض:
«ويقال: رجع عنه»
وهذا اللفظ من أدق ألفاظ الحافظ حين يشكّ في ثبوت الحكاية.
سبب ضعف الرواية:
• ابن قتيبة توفي سنة 276هـ
• أبو العرب الصقلي، ناقل الحكاية، توفي سنة 506هـ
• الفاصل الزمني أكثر من 230 سنة
• ولا توجد رواية مسندة متصلة تثبت رجوعه
• كما أن ابن قتيبة **لم يكن من طبقة تلاميذ هارون** ولا ممّن لقيه
لهذا فالراجح — كما ذكرتَ — أن الرجوع لا يثبت.
ومع أنه «غالي في الرفض» حتى أن ابن حبان قال:
«لا تحل الرواية عنه بحال»
فإن الإمام مسلم روى له في صحيحه،
مما يكشف مجدداً حجم حضور الرواة الشيعة في طبقات الرواية المبكرة،
وكيف كان المحدثون يعتمدون على ضبط الراوي وإن اشتدت بدعته،
ما دام لا يُعرف عنه الكذب في الحديث.
5 — هارون بن سعد العَجْلِي (ويقال الجُعْفِي)، الكوفي الأعور (غَالٍ في الرَّفْض، ومع ذلك روى له مسلم في صحيحه)
الاسم: هارون بن سعد العجلي، ويقال الجعفي، الكوفي، الأعور.
الطبقة: السابعة — من كبار أتباع التابعين.
الوفاة: غير محددة بدقة في المصادر المتداولة.
من روى له: الإمام مسلم فقط (م).
حكم ابن حجر: «صدوق، رمي بالرفض، ويقال: رجع عنه» — بصيغة تمريض.
حكم الذهبي: «صدوق».
التحليل والتحرير:
قضية «رجوعه عن الرفض» التي أشار إليها بعضهم ضعيفة جداً،
ولهذا عبّر عنها ابن حجر بصيغة التمريض:
«ويقال: رجع عنه»
وهذا اللفظ من أدق ألفاظ الحافظ حين يشكّ في ثبوت الحكاية.
سبب ضعف الرواية:
• ابن قتيبة توفي سنة 276هـ
• أبو العرب الصقلي، ناقل الحكاية، توفي سنة 506هـ
• الفاصل الزمني أكثر من 230 سنة
• ولا توجد رواية مسندة متصلة تثبت رجوعه
• كما أن ابن قتيبة **لم يكن من طبقة تلاميذ هارون** ولا ممّن لقيه
لهذا فالراجح — كما ذكرتَ — أن الرجوع لا يثبت.
ومع أنه «غالي في الرفض» حتى أن ابن حبان قال:
«لا تحل الرواية عنه بحال»
فإن الإمام مسلم روى له في صحيحه،
مما يكشف مجدداً حجم حضور الرواة الشيعة في طبقات الرواية المبكرة،
وكيف كان المحدثون يعتمدون على ضبط الراوي وإن اشتدت بدعته،
ما دام لا يُعرف عنه الكذب في الحديث.
7 — عمرو بن حماد بن طلحة القنّاد، أبو محمد الكوفي (صدوق رافضي، متهم في عثمان، وله مناكير، ومع ذلك روى له مسلم)
الاسم: عمرو بن حماد بن طلحة القنّاد، أبو محمد الكوفي، ويُنسب أحياناً إلى جده.
من روى له:
البخاري في «الأدب المفرد»، ومسلم في صحيحه، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه (في التفسير).
(بخ م د س فق)
حكم ابن حجر: «صدوق، رُمي بالرفض».
حكم الذهبي: «صدوق يترفض».
التحليل والتحرير:
عمرو بن حماد من الرواة الذين امتزج عندهم:
• الصدق في الرواية
• مع انحياز عقدي صريح تجاه علي، وعداء قوي لعثمان بن عفان
حتى قال الساجي:
«يُتَّهم في عثمان»
ووصفه أبو داود بأنه من «الرافضة»، وأن السلطان طلبه بعد كلامٍ مسيء قاله في حق عثمان — وهو من أخطر المؤشرات على غلو الراوي.
ورغم ذلك:
• أخرج له مسلم حديثين في صحيحه
• وأخرج له أصحاب السنن
• واستشهد به البخاري في الأدب المفرد
وهذا يثبت أن معيار النقاد كان يُفرّق بوضوح بين:
— **ثبوت البدعة العقدية الخطيرة**
— **وصدق الرواية وعدم الكذب**
فالرجل **صدوق في النقل**، لكنه «يترفض»، ويُظهر الميل العقدي الشيعي،
ولهذا لم يحتج به البخاري في الأصول، بينما أخرج له مسلم.
إن وجود رجل «اتهم في عثمان، وله مناكير، ورُمي بالرفض» في الصحيح
هو دليل إضافي على عمق اختراق المدرسة الكوفية المتشيعة لطبقات الرواية المبكرة،
وحاجة النقاد إلى روايات هؤلاء رغم ما في مذاهبهم من فساد.
8 — جعفر بن سليمان الضُّبَعِي، أبو سليمان البصري (زاهد بصري، شيعي واضح، ومن أكثر رواة الكوفة تأثيراً في مدرسة عبد الرزاق)
اسمه ونسبه: جعفر بن سليمان الضُّبَعِي، أبو سليمان البصري، مولى بني الحريش.
من روى له: البخاري في الأدب المفرد، مسلم، أبو داود، الترمذي، النسائي، ابن ماجه (بخ م د ت س ق).
مرتبة ابن حجر: صدوق زاهد لكنه كان يتشيع.
مرتبة الذهبي: ثقة، فيه شيء مع كثرة علومه، قيل: كان أميًّا، وهو من زهاد الشيعة.
تحليل وتحرير:
جعفر بن سليمان من الرواة الذين امتزجت عندهم العبادة والزهد مع الهوى العقدي،
حتى أصبح أحد مصادر التشيع عند عبد الرزاق بن همّام،
وهو ما يؤكده يحيى بن معين — أحد أئمة الجرح والتعديل — بقوة في نقله المشهور.
والمفارقة أن جعفر لم يكن مجرد راوٍ «يميل» للتشيع،
بل كان صاحب حضور فكري وهيبة زهدية جعلت كبار الرواة يتأثرون به،
ومع ذلك:
• لم يتهم بالكذب
• ولم يُعرف عنه وضع الحديث
• وله روايات مستقيمة
• ورغم بدعته أخرج له مسلم وأهل السنن
وهذا يجعله نموذجاً صارخاً للفجوة بين «العقيدة» و«الضبط»،
حيث يقبل النقاد رواية الرجل لضبطه وإن كانوا يرفضون مذهبه.
جعفر بن سليمان ليس مجرد راوٍ شيعي، بل أحد الذين أثّروا مباشرة على التشيع في اليمن من خلال عبد الرزاق،
ولهذا كان له دور كبير في تغلغل المرويات الشيعية داخل طبقات الرواية الأولى.
8 — جعفر بن سليمان الضُّبَعِي، أبو سليمان البصري (الزاهد المتشيّع الذي أثّر مباشرة في عبد الرزّاق، وأحد رواة الصحيحين)
اسمه ونسبه: جعفر بن سليمان الضُّبَعِي، أبو سليمان البصري، من موالي بني الحريش.
من روى له: البخاري في «الأدب المفرد» ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (بخ م د ت س ق).
حكم ابن حجر: «صدوق زاهد لكنه كان يتشيع».
حكم الذهبي: «ثقة، فيه شيء، وهو من زهاد الشيعة».
التحليل والتحرير:
جعفر بن سليمان ليس راوياً عادياً، بل شخصية محورية في مسار تشيع عبد الرزاق بن همّام،
وأحد الجسور الكبرى التي مرت من خلالها الرواية الشيعية البصرية إلى اليمن.
ومذهبه ليس مجرد ميل، بل:
• بغض واضح للشيخين
• غلظة في معاوية
• رقائق وعظية ذات نَفَس شيعي
• روايات في الفضائل تخدم الخط البصري الغالي
ومع ذلك — وهذا أهم عنصر — لم يُتهم بالكذب قط،
بل كان صدوقاً حافظاً، زاهداً، صاحب هيئة وخشوع،
حتى أثّر في عبد الرزاق تأثيراً مباشراً.
أما رواية الساجي في محاولة تبرئة جعفر من سبّ أبي بكر وعمر فهي:
• منقطعة
• متهالكة
• بين الساجي والضُّبَعِي أكثر من 125 سنة
• كما أن ابن قتيبة نفسه ليس من طبقة من يروي عنه مباشرة
لذلك لا يعتمد عليها.
إن هذا التناقض بين **زهد الرجل** و**رفضه العقدي**
يجعل ترجمته من أهم النماذج على اختلاط المدرسة الكوفية البصرية
برجال الصدق والرواية.
جعفر بن سليمان — رغم تشيعه — هو شاهد صادق على عصرٍ
اختلطت فيه العقيدة بالرواية،
وكان المحدثون يلتقطون «الصدق» وسط فوضى المذاهب.
9 — بُكَيْر بن عبد الله الطائي الكوفي الطويل، المعروف بالضَّخْم (مقبول، رُمِي بالرفض، وروايته عند مسلم في المتابعات)
الاسم: بُكَيْر بن عبد الله، ويقال ابن أبي عبد الله الطائي الكوفي، الملقب بـ«الطويل» و«الضخم».
من روى له: مسلم، وابن ماجه (م ق).
مرتبة ابن حجر: «مقبول، رُمي بالرفض».
مرتبة الذهبي: لم يذكر له حكماً مستقلاً.
وقال العقيلي: «رافضي».
التحليل والتحرير:
بُكَيْر بن عبد الله من الرواة الكوفيين الذين لم ينفردوا بكثير من الروايات،
بل جاء اعتماد مسلم عليه **حصراً في المتابعات**،
وهذا يعكس موقف المحدثين منه:
• لا يُترك حديثه بالكامل
• لكنه لا يُحتج به استقلالاً
• ويُستفاد من روايته في تقوية طرق أخرى
ومع أن الرجل لم يكن من الغلاة المشهورين،
إلا أن العقيلي — صاحب العناية بمجاهيل الكوفة ومتهميها —
صرّح بوصفه:
«رافضياً»
ومع ذلك قبله ابن حجر بعبارة «مقبول»،
وهي مرتبة خاصة بالرواة الذين:
• تُقبل روايتهم **إذا توبعوا**
• ويُتوقف فيها إذا لم يتابعهم أحد
ولذلك لم يخرّج له مسلم في الأصول نهائياً،
بل في **المتابعات فقط**.
وهذا التوازن بين «الرمي بالرفض» وبين «القبول التابع»
يمثّل إحدى خصائص نقد المحدثين للرواة الكوفيين،
حيث يُجبر النقاد أحياناً على الاستفادة من رواة ضعيفي المذهب
ما داموا لم يُتهموا بالكذب.
ترجمة بُكَيْر بن عبد الله هي مثال واضح على:
• تغلغل التشيع الوسطي في طبقات الكوفيين
• وكيف تعامل النقاد مع ذلك بحذر
• دون إهدار فوائد الرواية عند توفر المتابعات
10 — عبد الله بن عبد القدوس التميمي السعدي، أبو محمد (رافضي خبيث عند ابن معين، ضعيف عند أبي داود، ومع ذلك استشهد به البخاري)
الاسم: عبد الله بن عبد القدوس التميمي السعدي، أبو محمد، ويقال أبو سعيد، ويقال أبو صالح، الرازي الكوفي.
من روى له: البخاري تعليقاً، والترمذي (خت ت).
حكم ابن حجر: «صدوق، رمي بالرفض، وكان أيضاً يخطئ».
حكم الذهبي: قال ابن معين: «رافضي، ليس بشيء».
التحليل والتحرير:
عبد الله بن عبد القدوس واحد من الرواة الذين اجتمع فيهم:
• رفض عقدي ظاهر
• خطأ في الرواية
• ميل شديد لروايات فضائل آل البيت
حتى قال ابن معين — وهو أشد الأئمة على الروافض — كلمة قاسية:
«رافضي خبيث، ليس بشيء»
كما اتهمه أبو داود بالضعف،
ووصفه أبو معمر بأنه «خشبي»،
وهي فرقة رافضية مشهورة بالغلو والحدّة تجاه الصحابة — خصوصاً عثمان.
ورغم هذا كله:
• استشهد به البخاري في موضع واحد
• وروى له الترمذي
• واستفاد منه النقاد في مواضع لا يقوم فيها السند على روايته وحدها
وهو ما ينسجم تماماً مع قاعدة أهل الحديث:
> **«الصدوق المبتدع إذا لم يكن داعية، ولم يُعرف عنه الكذب، يُقبل حديثه في غير الأصول»**
ورفع ابن حجر مرتبته إلى:
«صدوق رمي بالرفض وكان أيضاً يخطئ»
وهي مرتبة متوسطة تجمع بين الاعتبار والجرح.
ومع أن كثيراً من مروياته تدور حول الفضائل،
إلا أن النقاد ميّزوا بين:
— نشطه العقدي
— وصدقه في أصل الرواية
ليخرجوا بحكم مركب:
**روايته صالحة عند المتابعة، ولا يُحتج به استقلالاً**.
وعليه فإن البخاري لم يحتج به في الأصول،
بل روى له **مقروناً بغيره أو على سبيل الاستشهاد**،
كما ذكرتَ، وهذا هو السبب في إدخاله ضمن «الرواة الشيعة في الصحيحين».
11 — خالد بن مخلد القطواني، أبو الهيثم البجلي الكوفي (متشيّع مفرِط عند ابن سعد، له مناكير، ومع ذلك أخرج له البخاري ومسلم)
الاسم: خالد بن مخلد القطواني، أبو الهيثم البجلي، مولاهم، الكوفي.
من روى له: البخاري، مسلم، أبو داود في «مسند مالك»، الترمذي، النسائي، ابن ماجه (خ م كد ت س ق).
مرتبة ابن حجر: «صدوق يتشيع، وله أفراد».
حكم الذهبي: نقل عن أبي داود قوله: «صدوق يتشيع»،
وقال أحمد وغيره: «له مناكير».
التحليل والتحرير:
خالد بن مخلد أحد أشهر رواة الكوفة الذين مزجوا بين:
• كثرة الرواية
• التشيع المفرط
• وجود المناكير
• والحدة الظاهرة تجاه كبار الصحابة
ومع ذلك،
فإن الغريب — بل الفجوة التي تُظهر تعقيد نقد الرواية —
أن البخاري ومسلم **معاً** أخرجا له.
وهذا يبين أن:
> **النقاد لم يكونوا يجرحون الرجل لمجرد التشيع، بل كانوا يبحثون: هل يكذب؟ هل يضبط؟ هل يفرِد بأوهام؟**
خالد هنا نموذجٌ كلاسيكي للراوي الذي قُبلت روايته:
• لأن الكذب لم يُعرف عنه
• ولأن عامة مناكيره لا تتعلق بالأصول
• ولأن في مروياته متابعات وشواهد
• ولأن دواوين السنة لم تكن قادرة على تجاهل جميع رواة الكوفة رغم فساد مذاهبهم
القضية ليست "ثقة × رافضي"،
بل **موازنة منهجية** بين:
— فساد المذهب
— وبين ضبط الصدور
— وبين حاجة الأسانيد إلى قدر معين من الطبقة الكوفية
وقد أحسن ابن سعد التعبير عندما قال:
«كتبوا عنه للضرورة».
أي:
**إن تركه كلياً مستحيل… وقبوله بلا تقييد أيضاً مستحيل**.
وهو ما يفسر اعتماد الشيخين عليه في مواضع محدودة.
بالنتيجة:
خالد بن مخلد يكشف جانباً خطيراً من المدرسة الكوفية:
• رواة متشيعون مفرطون
• لهم مناكير
• ومع ذلك تجد أحاديثهم في أعلى كتب السنة
• لأن النقد لم يكن عقدياً بل منهجياً إسنادياً
وهذا بالضبط ما تسعى مجلتنا لتوضيحه في مشروع
«تفكيك أثر التشيع في البناء الروائي السني المبكر».
12 — عبيد الله بن موسى بن أبي المختار (باذام) العبسي، أبو محمد الكوفي (ثقة عندهم، محترق شيعياً، مكثر الرواية، خرّج له البخاري ومسلم)
الاسم: عبيد الله بن موسى بن أبي المختار، أبو محمد العبسي مولاهم، الكوفي.
من روى له: البخاري، مسلم، أبو داود، الترمذي، النسائي، ابن ماجه (خ م د ت س ق).
حكم ابن حجر: «ثقة، كان يتشيع».
حكم الذهبي: «ثقة، أحد الأعلام، على تشيعه وبدعته».
التحليل والتحرير:
نحن أمام نموذج صريح للرواة الذين:
• جمعوا بين الثقة والضبط
• وبين تشيع واضح يصل لدرجة «الاحتراق»
• وبين كثرة الرواية وانتشارها
• وبين إنكار النقاد عليه من جهة المذهب لا من جهة الصدق
فالرجل لم يُتهم بالكذب،
ولهذا قبله النقاد من جهة الرواية،
وإن حذروا من:
— تفرده
— غلوه
— روايته في فضائل أهل البيت
— إدخاله «أحاديث سوء» كما قال أحمد
ومع هذا كله،
فإن البخاري ومسلم **أكثرا الرواية عنه**،
حتى بلغ ما في الصحيح من طريقه نحو **27 موضعاً** عند البخاري وحده.
وقد عبّر ابن سعد بوضوح عن التناقض العلمي في التعامل معه:
> **«ثقة صدوق… لكنه يروي أحاديث منكرة في التشيع… وضعّفه كثير من الناس»**
ومما يزيد الصورة وضوحاً:
أنه كان **يمنع دخول أي رجل اسمه "معاوية" إلى مجلسه**
كما روى الذهبي،
وهو سلوك يدل على:
• غلو عقدي
• انحياز مذهبي حاد
• كراهية صريحة للصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان
ومع ذلك ظلّت روايته معتمدة عند الشيخين،
لأن معيار «الصدق» لم يكن متأثراً — عندهم — بالانحراف العقدي ما لم يصاحبه كذب أو وضع.
هذا الراوي — كسابقيه — يمثل:
> **أحد أعمدة التشيع الفكري داخل طبقة الرواة الذين بُنيت عليهم «مرويات السنة» ذاتها**.
وهو ما تسعى مجلتنا لكشفه بوضوح،
ضمن مشروع **«تفكيك أثر المدرسة الكوفية»**.
14 — عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي (إمام مسجد الشيعة وقاصّهم بالكوفة — ثقة مفرط في التشيع)
الاسم: عدي بن ثابت الأنصاري، الكوفي، ابن بنت عبد الله بن يزيد الخَطمي.
من روى له: البخاري، مسلم، أبو داود، الترمذي، النسائي، ابن ماجه (خ م د ت س ق).
حكم ابن حجر: «ثقة، رُمِي بالتشيع».
حكم الذهبي: «ثقة، لكنه قاصّ الشيعة وإمام مسجدهم بالكوفة».
التحليل والتحرير:
عَدِيّ بن ثابت ليس مجرد راوٍ شيعي مثل كثير من رواة الكوفة،
بل هو:
• إمام مسجد الشيعة الرسمي بالكوفة
• قاصّهم وخطيبهم
• صاحب نفوذ اجتماعي في الطائفة
• ومفرِط في التشيع بشهادة ابن معين
ومع ذلك فهو عند النقاد:
• «ثقة»
• «صدوق»
• «لا يُطعن في صدقه»
• «وإنما طُعن في مذهبه فقط»
هذه الازدواجية جزء من **تعقيد المدرسة الكوفية**:
> **كثير من الرواة غالين في التشيع… لكنهم صادقون في الرواية…
> ولهذا دخلت أحاديثهم في الصحيحين والسنن.**
كلمة الذهبي كافية لتصوير نفوذ الرجل:
«قاصّ الشيعة وإمام مسجدهم»
أي أنه **كان رمزاً من رموز الطائفة في الكوفة**.
أما قول الجوزجاني «مائل عن القصد» فهو تعبير نقدي قديم عن الانحراف المذهبي،
وخاصة تجاه الصحابة — وهذا متوقع من خطيب شيعي في بيئة كوفية.
ومع ذلك، فلا أحد اتهمه بالكذب،
ولا بالوضع،
ولا بالجهالة،
ولهذا قبِل المحدثون روايته واستفادوا منها.
روايته في الصحيحين تؤكد ما يلي:
• أن التشيع — المتطرف أحياناً —
**كان جزءاً حقيقياً من طبقة الرواة**
• وأن كتّاب الحديث لم يفرزوا الرواة على أساس الطائفة
• بل على أساس «الصدق» و«الضبط»
• ولو كانوا أئمةً أو خطباء في المساجد الشيعية
عَدِيّ بن ثابت شاهد مهم على:
> **كيف تسلّل المذهب الشيعي من خلال «الرواة الثقات» إلى نسيج الإسناد السني القديم.**
16 — إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدّي، أبو محمد الكوفي الأعور (صدوق يهم — متشيّع شديد — يتناول الشيخين — ومع ذلك روى له مسلم)
الاسم: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي، أبو محمد القرشي، الكوفي، الأعور.
من روى له: مسلم، أبو داود، الترمذي، النسائي، ابن ماجه (م د ت س ق).
حكم ابن حجر: «صدوق يهم، ورُمي بالتشيع».
حكم الذهبي: «حسن الحديث»، وقال أبو حاتم: «لا يُحتج به».
التحليل والتحرير:
السُّدّي من أشهر رواة الكوفة وأوسعهم رواية في التفسير،
حتى أن تفسيره أصبح من المصادر الأساسية عند كثير من المفسرين،
ورغم ذلك فإن حاله العقدي شديد الانحراف:
• يشتم
• ويتناول
• ويطعن
• ويُظهر بغضاً شديداً لأبي بكر وعمر
وهذه ليست «تهمة بالتشيع» فقط،
بل **سلوك صريح** في الطعن على الشيخين،
أي أنه من **الرفض الحقيقي** لا من الميل فقط.
وهذا ما جعل النقاد ينقسمون في الحكم عليه:
• ابن حجر: «صدوق يهم»
• الذهبي: «حسن الحديث»
• السعدي: «كذاب شتّام»
• العقيلي: «ضعيف، يتناول الشيخين»
• أبو حاتم: «لا يُحتج به»
ومع ذلك…
أخرَج له مسلم والسنن.
وهذا يدل على القاعدة العجيبة التي بُني عليها النقد السني القديم:
> **المذهب مهما بلغ من الانحراف… لا يُسقط الراوي إذا كان صدوقاً ولم يُعرف بالكذب.**
لكن كيف يُقبل راوٍ «يتناول الشيخين» في الصحيح؟
الجواب عند علماء الجرح والتعديل:
— لم يُتَّهم بالكذب
— ضبطه مقبول
— حديثه ليس كله منكراً
— كثير من رواياته تُروى في المتابعات
— الحاجة إلى تفسيره كانت كبيرة جداً
— والكوفة كانت مركزاً ضخماً للرواة فلا يمكن إسقاط الجميع
السدي شاهد مهم على:
> **أن التشيع — بل الرفض الصريح — تسرب إلى طبقات الرواة،
> وأن العلماء تعاملوا مع الرواة بمنهج «الصدق والضبط» لا «المذهب»،
> ولذلك وصلت روايات قومٍ كانوا يشتمون الشيخين إلى دواوين السنة.**
أما تعليقك العميق:
> «ما الرفض عندهم إلا عدم الرضا عن أبي بكر وعمر، فكيف بمن يتناولهما ويشتمهما؟»
فهو سؤال محوري…
ويكشف فعلاً أن السدي **ليس مجرد شيعي**،
بل *من طبقة الرفض القُدامى*،
ومع ذلك فالنقاد لم يجرؤوا على إسقاطه بالكامل لأجل مكانته الواسعة في التفسير.
وهذا مما سيُسلّط المقال العملاق الضوء عليه بقوة.
17 — علي بن الجعد بن عبيد الجوهري، أبو الحسن البغدادي، مولى بني هاشم (ثقة ثبت – رُمي بالتشيّع – زائغ عن الحق – ومع ذلك من رجال البخاري)
الاسم: علي بن الجعد بن عبيد الجوهري، أبو الحسن البغدادي، مولى بني هاشم.
من روى له: البخاري، أبو داود (خ د).
حكم ابن حجر: «ثقة ثبت، رمي بالتشيع».
حكم الذهبي: «الحافظ، أعرض عنه مسلم لكونه قال: من قال القرآن مخلوق لم أعنفه».
التحليل والتحرير:
علي بن الجعد مثال صارخ للرواة الذين:
• عندهم **ثقة وضبط وروياة واسعة**
• لكن **مذهبهم منحرف بشدة**
• ولسانهم سيئ في حق بعض الصحابة
• ورؤيتهم العقدية مشوشة (عدم الإنكار على من قال القرآن مخلوق)
• ومع ذلك… **روى له البخاري في صحيحه**!
مسلم أعرض عنه صراحة بسبب انحرافه العقدي،
لكن البخاري لم يستطع تجاهله لكثرة حديثه وصدقه وإتقانه.
وهذه المفارقة تكشف حقيقة كبرى:
> **علم الحديث بُني على معيار «الصدق والضبط»،
> لا على معيار «سلامة المذهب»،
> ولهذا دخلت إلى الصحيحين تراجم لرواة يطعنون في عثمان ومعاوية وابن عمر!**
تصريحات علي بن الجعد صادمة:
— يستهزئ بابن عمر
— يطعن في سيادة الحسن
— يفرح بتعذيب معاوية
— يتهم عثمان ظلماً
— لا ينكر القول بخلق القرآن
— ويتناول الصحابة جهاراً
ومع ذلك…
يبقى عند النقاد:
«ثقة ثبت».
هذه التناقضات تمثل جوهر **مشروع مجلتنا**:
> **كشف الوجه الحقيقي لطبقات الرواة،
> وكيف امتزجت عقائد منحرفة بصدق في الرواية،
> فأثرت في نسيج الإسناد السني من الداخل.**
18 — سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني الكوفي، القاضي (ثقة عندهم — قاضٍ كبير — رمي بالتشيع — وغالٍ زائغ عند الجوزجاني)
المولد: من رجال الطبقة السادسة — عاصر صغار التابعين.
الوفاة: نحو 120 هـ.
من روى له: البخاري، مسلم، الترمذي (خ م ت).
مرتبة ابن حجر: «ثقة، رمي بالتشيع».
مرتبة الذهبي: «ثقة».
التحليل والتحرير:
سعيد بن عمرو بن أشوع ليس مجرد راوٍ كوفي،
بل **قاضٍ كبير** من قضاة الكوفة،
وهي أعلى المناصب الشرعية والاجتماعية في ذلك العصر.
وأهل الكوفة — كما هو معروف — مركز **التشيع القديم**،
وبؤرة المعارضة السياسية لأهل الشام والصحابة الكبار.
ولذلك لم يكن مستغرباً أن يتصف القاضي سعد بن عمرو بـ:
• التشيع الواضح
• بل «الغلوّ» كما قال الجوزجاني
• مع ذلك فهو ثقة عند ابن حجر والذهبي
• وروى له الشيخان في صحيحيهما
هذه المعادلة — الثقة مع الغلو —
تكشف مرة أخرى طبيعة المدرسة الحديثية السنية:
> **الجرح بالمذهب وحده لا يسقط الراوي ما لم يقترن بالكذب أو سوء الضبط.**
ولهذا السبب:
• أخرج له البخاري
• وأخرج له مسلم
• واعتمد الترمذي روايته أيضاً
• ولم يُتهم بالكذب مطلقاً
• بل كان قاضياً، والوظائف القضائية كانت لا تُعطى إلا لمن كان مشهوراً بالصدق والأمانة
ومع ذلك فإن الجوزجاني — أشدّ النقاد على الشيعة —
صرّح بوصفه بأنه:
«غالي زائغ»
ولم يعترض أحد على هذا الوصف،
فقد كان الرجل ذا انتماء مذهبي واضح.
لكن مع ذلك…
لم يقدح ذلك عند كبار المحدثين في **صدق روايته ولا ضبطه**.
**هذا الختام يؤكد أن قائمة الثمانية عشر راوياً**
تمثل نموذجاً صارخاً لكيفية تأثير التشيع الكوفي في نسيج الرواية عبر:
— القُصّاص
— القُضاة
— الزهّاد
— أصحاب المصنفات
— مياسير الكوفيين
— بل وحتى «المحترقين» في التشيع
ومع ذلك ظلّت رواياتهم جزءاً من الصحيحين والسنن.
شكر وتقدير
تنحني مجلة «معاوية بن أبي سفيان» تقديراً لجهد المؤثر شكر أبو إسلام الأمويّ الشّآميّ الذي تناول هذا الموضوع بدقّةٍ ومصداقية، واعتمد على مصادر موثوقة لقد أثّرت ملاحظاته وتحليلاته في بناء هذا المقال وأسهمت في إثراء البحث والتوثيق.