الخليفة الرابع وبداية الفتنة (1)
قراءة تحليلية في ضوء صحيح البخاري ومنهجية الصحابة
في هذا المجلس من سلسلة التاريخ التحقيقي، يستعرض المتحدث بداية الفتنة الكبرى من خلال الروايات الصحيحة وحدها، رافضًا الخوض في المرويات السياسية أو الروايات المتأخرة. فالمصدر الأعلى عنده هو صحيح البخاري، حيث يُبنى التحليل على الحديث رقم 3717، المروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، والذي يكشف نظرة الصحابة إلى مسألة الاستخلاف قبيل اندلاع الفتنة.
الخليفة الرابع، وبداية الفتنة (الجزء الأول)
منهجية العرض والمصادر
يوضح المتحدث أن هدفه ليس إعادة كتابة التاريخ من منظور مذهبي، بل استخلاص الرواية النبوية من قلب الفوضى التاريخية. فالروايات المختارة مأخوذة من أصح الكتب، وعلى رأسها صحيح البخاري. كما يعلن أنه يلتزم بما ورد عن الصحابة فقط، دون الانصياع لتأويلات المتأخرين أو العاطفة السياسية.
استخلاف الزبير بن العوام
يورد الحديث أن عثمان بن عفان رضي الله عنه، حين أصيب بمرض شديد (سنة الرعاف)، ظن أنه ميت، فدخل عليه رجلان من قريش يسألانه أن يستخلف حتى لا تبقى الخلافة بلا إمام فتقع الفتنة.
قال عثمان: «وقالوه؟» — أي هل سمّى الناس خليفة بعدي؟
فلما سكت الرجل، قال عثمان متوقعًا: «فلعلهم قالوا الزبير؟»
فأجابه الرجل: «نعم». فقال عثمان: «هو لخيرهم ما علمت، وإن كان لأحبهم إلى رسول الله ﷺ».
بهذه الشهادة النبوية الصريحة، يتفق رأي عثمان مع جمهور المسلمين في أن الزبير بن العوام هو أحق الناس بالخلافة بعده.
بداية الفتنة في المدينة
بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، نهض الزبير بمسؤولية القيادة الشرعية، وخرج إلى البصرة ومعه طلحة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم، سعياً إلى القصاص لدم عثمان ومحاصرة قتَلته الذين احتلوا المدينة.
في المقابل، بقي علي بن أبي طالب في المدينة، فبايعه القتلة أنفسهم بالسيف الذي قتلوا به عثمان، وفرضوا البيعة على الناس بالإكراه، فكانت بيعة المكره أول بوادر الفتنة التي شطرت الأمة.
موقف الإمام مالك وبيعة المكره
يتطرق المتحدث إلى موقف الإمام مالك، الذي جُلد في زمن العباسيين لأنه قال: «بيعة المكره باطلة، ولا تجوز». هذا الموقف كان إشارة فقهية عميقة، تؤكد أن الشرعية لا تقوم على الإكراه، وأن ما بُني على السيف لا يُعتدّ به في ميزان الشريعة.
تصاعد الفتنة وانقسام الأمة
عندما بلغ عليًا خروج الزبير وجيش البصرة، خرج بدوره إلى الكوفة لجمع جيش. وهكذا انقسم المسلمون لأول مرة إلى فريقين:
| الطرف | القيادة | الهدف |
|---|---|---|
| فريق البصرة | الزبير بن العوام، طلحة، عائشة | المطالبة بدم عثمان وقتل القتلة |
| فريق الكوفة | علي بن أبي طالب، ومعه قتلة عثمان و«حمراء الكوفة» | التمسك بالسلطة التي فُرضت بالإكراه |
يصف المتحدث وجود حمراء الكوفة — بقايا جيش كسرى من الفرس — بأنهم استغلوا الفوضى للانقلاب على الدولة الإسلامية في ما يسميه «ردة سياسية» جديدة.
تأمل ختامي
يختتم الفيديو بطرح أسئلة مفتوحة للمجلس القادم: من بدأ القتال؟ ولماذا أُصرّ على قتل الزبير؟ ومن المستفيد من شق صف الأمة؟